رغم محاولات اغتيالها ... البرلمانية المكسيكية ليللي تيلليز تفتخر بمسيحيتها وتقول: “لا يهمني إن انتقدوني”
الخميس يونيو 18, 2020 9:40 am
لا تزال أصوات الرصاص التي أرادت اغتيالها حاضرة في وجدانها كما اللحظة التي قررت فيها أن تُسلّم اللّه روحها، لكنها لا تنفك تردد اليوم أن اللّه خلّصها من خلال تدخل مرافقيها البطولي.
اليوم، وبعد سنوات على الاعتداء، لا تزال تُهاجم وتتلقى افتراءات واعتداءات لفظيّة بسبب ايمانها ونضالها في البرلمان في وجه الإجهاض.
أجرت أليتيا مقابلة حصريّة مع ليللي تيلليز، تحدثت خلالها عن حياتها وايمانها وتعبدها للورديّة المقدسة كما وتطرقت الى أحمالها لبلدها المكسيك.
وقالت البرلمانيّة في مستهل الحديث مُعرّفةً عن نفسها: “أنا مكسيكيّة، من شمال البلاد من منطقة صحراويّة تلامس فيها الحرارة ٥٢ درجة مئويّة في بعض الأحيان – على الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكيّة.
إبدأ العرض
وأضافت: “أنا الفتاة البكر في عائلة مؤلفة من أربعة أولاد. بدأت عن عمر ١٧ سنة أعمل في مجال التلفزيون. بدأت دراستي في علوم التواصل… لكنني لم أكمل سوى فصل واحد لأنني شعرت ان ما أتعلمه لن ينفع لشيء… استمريت في العمل في التلفزيون ووصلت عندما بلغت الـ٢٦ الى التلفزيون الوطني ومن بعدها الى ثاني أهم قناة في البلاد. وبدأت مسيرة الإعلام من مواقع عديدة والعمل على التنديد بالفساد والظلم والجريمة المنظمة وتجار المخدرات.”
“أنا متزوجة ولي ابن عمره ١٣ سنة”.
وقالت رداً على سؤال حول أصعب لحظاتها المهنيّة إن الاعتداء كان اللحظة الأسوأ. “أرادوا قتلي لكنني نجوت بأعجوبة. تعرضت سيارتي وسيارة مرافقي لإطلاق نار.”
“مرّت الرصاصة فوق رأسي بعشر سنتيمترات. لا أستطيع أن أصف ما حصل. اعتبرت أن لحظة الموت حانت وقلتُ للرب: “إلهي، استقبلني.”
عانت من إجهاد ما بعد الصدمة لكنها تخطت ذلك بفعل صلاة الورديّة يومياً مُسلمةً نفسها بشكل كامل للّه الذي “يحدد حياتي ويعطيها معنى.”
وتقول: “أنا كاثوليكيّة ممارسة وعائلتي هي من نمّت فيّ الإيمان وهو ايمان يسمح لي المضي قدماً في الحياة دون خوف وبثقة لأنني لا أريد إلا تحقيق مشيئة الاب.”
ورداً على سؤال حول سبب دخول المعترك السياسي بعد مسيرة صحافيّة ناجحة، أجابت: “لم أخطط لذلك ولم تكن عندي مصلحة خاصةً وان العمل الصحافي يسمح بالإضاءة على الفساد.”
أصرت مجموعة سياسيّة شعارها مكافحة الفساد وتجارة المخدرات بأن تدخل هي المعترك السياسي خاصةً وأنها وجه صحافي معروف. توجهت الى لندن للاحتفال مع ابنها بعيدها الخمسين. اعتبرت هذه الرحلة فرصة للتفكير وللاستشارة، استشارة اللّه وهذا ما حصل، فمن كنيسة ويستمينستر سمعت عظة كاهن يقول انه علينا بتسخير وزناتنا في خدمة اللّه.
“ذهبتُ الى ذاك القداس وفي فكري سؤال واحد: يا رب، لماذا يصرون كلّ هذا الإصرار لأدخل معترك السياسة علماً انه أمر لم أرده في حياتي! قل لي ما الذي تريده أنت!” وسمعت الإجابة في العظة.
بدأت المعركة ووصلت الى البرلمان لكنها تركت المجموعة التي أجرت معها الحملة الانتخابية لكونها خائفة بشأن سيطرة اليسار الراديكالي على المكسيك.
وهي اليوم، كما كانت في الإعلام، تتحمل حملات موجعة بحقها خاصةً لكونها من مؤيدي الحياة ورافضي الإجهاض. هي تعتبره قتلاً للحياة البشريّة ولذلك رفضت تشريعه في المكسيك. تعرضت لكل أشكال الانتقاد والتهديد وهي لم تتفاجأ بذلك كونها تعرف الى أي مدى المجموعات المدافعة عن الإجهاض عنيفة.
وعلّقت أخيراً على الحملة القاسيّة التي تتعرض اليها بالقول: “عمري ٥٢ سنة وعندي خبرة ٣٠ سنة في مجال الإعلام والسياسة. حاولوا اغتيالي وهم يهددونني ويضهدونني. لكنني أصبحت شخص قوي جداً وأنا بغاية الوضوح لجهة الأمور التي أعتبرها جيدة وتلك التي ليست كذلك. لذلك، لا يهمني ان انتقدوني ولا تهمني الهجمات لأنني أعرف انني أدافع عن الحق.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى