الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
حب في زمن الكوسا قصة قصيرة Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
مايكل عادل
مايكل عادل
عضو نشيط
عضو نشيط

حب في زمن الكوسا قصة قصيرة Empty حب في زمن الكوسا قصة قصيرة

الخميس مايو 29, 2008 6:11 pm

حب في زمن الكوسا


بقلم: هيفا بيطار
بدت تلك الليلة الماطرة تائهةً أضاعت دربَ النهاية مثلها مثل ذلك الصداع الّذي دخلَ رأسَهُ ولم تُفلحِ المسكناتُ في إرشادِهِ لطريقِ الخروج .. ورغمَ الإرهاقِ والتَّعبِ الّذي غزا كيانَه فقد رفضَ أن يُخضِعَ جسدَهُ المنهك لسُلطانِ النوم ويُسلِّم روحَهُ لعالم الأحلام.
راحَت عيناهُ تُحدِّقان في سقفِ غرفته وترسمان من انعكاسات ذلكَ الضوء الخافتِ أخيلةً اتَّحدَت جميعها في صورةِ وجهٍ كان مألوفاً.. أطبقَ جفنَيه على عينَيهِ بغضبٍ لكنَّه لم يستطع أن يطرُدَ تقاسيمَ ذلك الوجهِ من بالِهِ.
ضاقَ ذرعاً بكلِّ ما حوله، فنهضَ من سريره وارتدى معطفهُ وتوجَّه نحو الخارج غيرَ آبهٍ بالمطرِ والظَّلام الّذي ستَرَ الأبنيةَ وجابَ الطرقاتِ وتسلَّل بين الأزقة.
أطلقَ هذا الشاب أرجلَه لتأخذه حيثُ تريد بعيداً عن قيودِ الزَّمان والمكان..
"كم يختلفُ مطرُ هذه البلاد المصبوغ بالسواد عن مطرِ بلاده المفعم برائحة التراب المُندَّى". توقف لبرهةٍ وهو يفكِّرُ بمرارة "هذه البلاد ستُصبحُ وطنه ولن يعودَ إلى هنالك أبداً".
رفعَ رأسَهُ إلى السَّماء سامحاً لقطراتِ المطر بمداعبةِ وجهه علَّها تمحو آثارَ تِلكَ اليدِ الحريرية وتغسلُ لمساتها..
لقد بقي في جُعبةِ الزَّمنِ بضعُ ساعاتٍ قبلَ أن تُصبحَ فتاتُه امرأةَ رجلٍ آخر..
اشتدَّ صداعُه الّذي كان قد عشعش في رأسه منذ أن أخبرَته أمُّه عبرَ أسلاكِ الهاتف عن زفافِ حبيبته السَّريع...
لم يستطع عقلُهُ أن يُقنِعَ قلبَهُ بتَقبُّلِ ذلك الواقع القاسي، فالجميع يعرفُ جيِّداً أنَّه رضي بالابتعادِ عن وطنِهِ وأهله وتحمُّلِ قسوةِ العيش دونها من أجل مستقبلهما معًا..
"ربما قد خَشيَت أن تتبدَّل مشاعرُك يا بُني فالغربة تُغيِّر الإنسانَ كثيراً.. ربما قد ملَّت الجلوس على مقعدِ الانتظار".
وماذا عنهُ؟ ألم يسأم ميكانيكيةَ الحياة هنا.. ألم يشعر في كثيرٍ من الأوقات بالمساواة مع تلك الآلات الّتي كان يشرفُ عليها أثناء عملِهِ.. لقد تحمَّل الكثيرَ من أجلها فقط وهاهي الآن مُقبلةٌ على مشاركةِ حياتها مع آخر يكبرها بسنوات.
لطالما أسكتَ اشتياقه وشتَّت تعبَه بأحلامٍ عن فتاتهِ بثوبها الأبيض وهو ينتظرها بلهفةٍ أمام مذبح الرَّب... نعم... سترتدي ثوباً أبيض اليوم لكنَّ شخصاً آخر سيمسكُ يدها أمام المذبح.
شعرَ بحرقةٍ تجتاحُ خدَّيه.. غافلَتهُ دموعه الحبيسة الّتي فرَّت من سجنها وراحت تنافس المطر في انسيابها على وجهه.
لا.. لن يبكي كالأطفال... مسحَ عبراتَه بيديه وتابعَ سيرَه وهو يتابعُ تذكَّر كلمات أمّه:
"لا تحزن يا عزيزي، فغلاءُ المعيشة هنا جعلَ السَّعي وراءَ تأسيس عائلة أمراً صعباً. لقد أصبح سعرُ كيلو الكوسا 150 ليرة فما بالُك بمصير السلع الأخرى الأكثر أهميةً. كلُّ ذلك ربما ساعد عقلَها على إخمادِ دقات قلبها عندما قبلَت به زوجاً فهو ثريٌّ وقادرٌ على تأمين حياةٍ سهلةٍ لها في ظلِّ هذه الظروف الصعبة".
تملكَّه الغضب فأمُّه تربط ُ خرابَ حُبٍّ جارفٍ ومقتلَ مشاعرِه على يدِ من ولَّدتها بسعر كيلو الكوسا.
أيُعقلُ أن تبيع فتاتُه حبَّهما مقابل حفنةٍ من المال... هل أصبحَ الحبُّ أيضاً من زمرةِ الرفاهيات المقتصرةِ على الأغنياء... هل بيعت قلوبُ الفقراء لقاء رغيفٍ من الخبز...
لكنه لم يكن فقيراً فهنالك شهادته الجامعية بدرجةِ امتياز.. طموحه و تصميمه على المضيِّ قدماً في الحياة.
بدا كلُّ ذلك الآن تافهاً، غريباً عنه، مُجرَّداً من كلِّ قيمةٍ كان يُمثِّلها في الماضي.
بدأ الفجرُ بالبزوغ وما لبثت أن انسلَّت أشعة الشمسِ عبر الغيومِ المتراكمة لتلامسََ وجه الأرض.. تنتشلَه من بحرِ أفكاره المتلاطمة وتُعيدُه لعالمٍ سيعاودُ فيه حياة الآلات علَّه يتشبَّه بها فيطردَ العواطفَ من كيانه ويعيش عبداً للوقت والعمل.
توجَّه إلى منزلِه مسرعاً ليُبدَّل ثيابه المبتلَّة وكلمات أمه الأخير تطنُّ في أذنيه:
"ما زلت صغيراً على بناءِ قفصٍ ذهبيّ..لكن عندما تبدأُ ببنائه بعد سنوات قد تشاركك فيه شابَّةٌ يافعة تسرُقها من أحدهم كما سرق ذلك الرَّجلُ حبيبتك منك".
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى