الأقنعة قصة قصيرة

الخميس مايو 29, 2008 6:09 pm

الأقنعة

بقلم: يارة شاعر

الحبّ والصداقة والجنون. صفات مختلفة لطريق واحدة, فالصداقة بداية طريق الحبّ لأي شاب وفتاة في مجتمعنا المحدود القدرات على احترام الفرق بينهما وبالتالي فإن هذا الحب المتطور بين الصديقين ينمو إلى الجنون ويصبح حبهما عالماً بأسره. والجنون هو سيّد هذا العالم والعواطف المشتعلة هي شعبه والأحاسيس الخلابة هي حالاته المخفية وراء متاهات القلوب المتألمة.

قد نفكر ملياً قبل أن نقبل الصداقة وحين تتحرك القلوب نهرب مذعورين أو نغامر ونقامر ونرهن أشواقنا للألم الرمادي الذي يجتاح عالم الظنون في هذا العصر.

في البداية كانت الكلمة ثم وجِد آدم وحواء مثالاً للبشرية جمعاء!.. وللأسف كلنا نخاف من هذه الحقيقة ونستتر وراء الظروف والمجتمع والعادات، وما نحتاجه من أسس متينة لنرتبط بعدها بما نجده مناسباً في غمرة الأحداث الورديّة المتتالية، ويتزوج العاشقان لتسقط الأقنعة فيعلن إبليس اقتحامه هذا العش الأرجواني الجميل, وتبدأ أصابع الاتهام بين آدم وحواء العصريين، وتنتهي كل القصص الرومانسية، والأحلام الورديّة، وتنهار أعمدة الآمال الرملية أمام الريح الجبلية، فيصبح للشريكين حلان: إما الفراق رغم احتجاج العادات والمظاهر الاجتماعية، أو وضع أقنعة السعادة من جديد ولكن هذه المرة أمام المجتمع الذي شهد هذا القران.

وأفكر كيف لهذين الشابين محاولة إخفاء حنقهما على بعضيهما وعدم محاولة الطرفان التنازل عن كبريائهما العاجي لمحاولة الإصلاح ما بينهما فعلياً عوضاً عن التظاهر أمام الناس بالسعادة الأبدية. وأتساءل كيف لهما أن يبنيا هذه العائلة المسيحية وهدفيهما إرضاء المجتمع وليس ضميريهما أمام الرب, فأدرك بأن التمثيل بات هواية بين صفوف الناس والادعاء هوّية مزيفة ولكنها مرغوبة في هذا المجتمع المحفوف برائحة الحقد المتعفن على قلوب الزائفين.

ككل فتاة كنت أحلم بمنزل صغير وأسرة رائعة ورجل يحترم أنوثتي وكنت أصلي ليتحقق هذا الحلم أما الآن فصرت أصلي بأن لا أصبح من مرتدي الأقنعة وصرت أشعر بالخوف كلمة "عريس" أو "معجب"!.. وكأنك تقل لي اذهبي يا فتاة وكفني نفسك بثوب العرس لكي ندفنك الليلة في الكنيسة وندفن أحلامك وطموحاتك ولتطردي من قلبك وعقلك كل صدق.

نعم الصدق هذا كل ما نحتاجه صدق الأحاسيس, صدق المشاعر والتعاطي مع الأشياء بواقعية مهما كانت مؤلمة فإنها أفضل مئة مرة من دفن أحلامنا الصغيرة وارتداء الأقنعة بحجة واقع صنعناه نحن ولهذا فإن أحلامنا تصنع واقعاً أجمل ويصبح الحلم واقعاً والألم حلم.......!!!!!!!!

أراكم تبتسمون!!! نعم قد أكون فتاة حالمة ولكنني يا سادة أحب أحلامي وأحب أن أجعلها واقعاً عوضاً عن العيش في مستنقع أليم وأجعل أحلامي من مستحيلات العالم السبع.

الثلاثاء يناير 20, 2009 11:59 pm

شكرا لك يامايكل على هذه القصة البسيطة الكلمات و الكثيرة المعانى والتامل
شكرا لك ياصديقى العزيز انا اعرفك منذ زمن فى الاكليركية فواصل طريقك ومشوارك وكن متحديا كل الصعاب

الخميس مارس 26, 2009 5:13 pm

شكرا للشماس مايكل على الموضوع ده ربنا يباركك واذكرنا فى صلاتك وكمان شكرا للآخ يوسف عادل على مشاركته

الأقنعة قصة قصيرة

الأقنعة قصة قصيرة

رد: الأقنعة قصة قصيرة

رد: الأقنعة قصة قصيرة