- aziz sabbahعضو VIP
قصة الملائكة يكتبون
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 4:39 pm
قصة الملائكة يكتبون
دَخَلَ راهِبُ الكنيسةَ وَقتَ صَلاةِ المَساءِ، ورأى رؤيا أَثناءَ الصَّلاة. شاهَدَ لَفيفاً مِنَ الملائِكَةِ يَنزِلونَ إِلى الكنيسةِ، ثُمَّ يَقِفُ مَلاكٌ بِقُرْبِ كُلِّ راهِبٍ ويأَخُذُ قَلَمًا ووَرَقَةً ويَكْتُب، فيما كانَ الرَّاهِبُ يُصَلِّي. ٱقتَرَبَ من المَلائِكَةِ فرأى بَعضَهُم يَكْتُبُ بحبرٍ من ذَهَب، وبَعضَهُم بحبرٍ من فِضَّة، وبَعضَهُم بِحبرٍ عاديّ، وبَعضَهُم بحبرٍ من ماء... فسأَلَهُم: يا ملائكَةَ العَلِيِّ، لماذا لا تَكتُبونَ جَميعَكُم بِنَفْسِ الحِبر؟ فأَجابَه أَجمَلُ المَلائِكَةِ مَنظَرًا قال: نَكتُبُ بحبرٍ من ذَهَبٍ الصَّلاةَ الَّتي تُتلى عن مَحَبَّة، وبِحبرٍ مِن فِضَّةٍ الصَّلاةَ الَّتي تُتلى عن إِيمان، وبِحبرٍ عادِيٍّ الصَّلاةَ الَّتي تُتلى بٱنتباه، وبِحبرٍ من ماءٍ الصَّلاة الَّتي تُتلى فَقط بالفَم.
"إنّ الملائكة هم رُعاتُنا؛ لا يحملون فقط رسائلنا إلى الله، لكنّهم يحملون إلينا كذلك رسائل الله. يغذّون أنفسنا بإلهاماتهم العذبة وبالاتصالات الإلهيّة؛ كرُعاة صالحين، يحموننا ويدافعون عنّا من الذئاب، أي ضدّ الشياطين. بإلهاماتهم السرّية، تمنح الملائكة النفس معرفة أقوى بالله؛ وتُشعِلَها بذلك بنار تلهب أكثر محبّة له؛ وقد تدعها كذلك مجروحة بالمحبّة...
يضيء نور الله الملاك من خلالِ مَلْئِهِ بروعته ويلهبه بمحبّته، لأنَّ الملاك هو نفس طاهرة مُعَدّة لهذه المشاركة الإلهية، لكنه بالعادة لا ينير الإنسان إلاَّ بطريقة غامضة، موجعة ومؤلمة، لأنَّ الإنسان غير طاهر وضعيف... عندما يصبح الإنسان حقًّا روحانيًّا ومتحوّلاً بالحبّ الإلهي الذي يطهّره، يتلقّى الوحدة وإلهام الله المُحِبّ برقّة مماثلة لرقّة الملائكة...
تذكّروا كم هو باطل وخطير وفانٍ أن يتمتّع الإنسان بشيء آخر غير خدمة الله، وتأمّلوا أي بؤس كان للملائكة الذين تمتّعوا وأعجبوا بجمالهم وبهباتهم الطبيعية؛ فلذلك سقط بعضهم، محرومين من كلّ جمال، إلى قاع الهاوية. (رؤيا يوحنا 12: 7- 10)، (أشعيا 14: 13- 14)".
(القدّيس يوحنّا الصليب 1542 - 1591) راهب كرمليّ ومعلم الكنيسة)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى