ما يجري في الشرق الأوسط

Patriarch Emeritus Michel Sabbah - البطريرك ميشيل صباح
1 hr ·
الأربعاء 15/7/2015
ما يجري في الشرق الأوسط ليست قوى عمياء ولا قوى محلية فقط، ليست قوة جهل وتطرّف دينيٍّ فقط، بل لها محرِّك هو المهدِّد والمسؤول: هي السياسات الغربية لأوطاننا. صحيح أن المسيحيين يُذبَحون، ولكن المستهدف هو العالم العربي كله. فالمسلم يُذبَح والمسيحي يُذبَح. هو كل الأوطان العربية التي تُذبَح حتى تصبح عاجزة عن الوجود. فالقضية لا تتوقّف عند المسيحيين بل هي قضية إنسان عربي مسيحي مسلم. حتى لا يبقى إنسان عربي قادرًا على أن يكون له وطن وله كرامة. المسيحي يذبح نعم، و...لكنه هو غير مستهدف. نحن المسيحيين، بكل بساطة مجهولون في خطط واضعي السياسة الغربية لهذا الشرق الأوسط: سواء متنا أم حيينا، فالأمر لهم سواء. قد يترحمون علينا، إذا متنا ويقولون قول المرائين: المسيحيون مضطهَدون، وهم الذين أفسحوا في مجال الاضطهاد.
الشعوب الغربية والكنائس شعوب طيبة وصادقة في شفقتها. ولكن هي أيضًا يجب أن تستفيق لتعرف أن بعض حكامها وواضعي سياساتهم هم المضطهِدون، وأننا لسنا بحاجة إل شفقة ومخيمات لاجئين، بل إلى استقرار في أوطاننا، فلا نكون ضحايا مجهولة لمخططات بعض حكامهم.
أمام هذا الشر الكبير، الخوف حقّ، مِن القاتل مكشوف الوجه، ومِن القاتل المقنّع بالابتسامة. الخوف حق ولكن اليأس غير حق. بل نصرخ نحن أيضًا ونقول: يا رب نجِّنا لقد غرقنا. ونعود إلى أنفسنا ونشدّد إيماننا لنعيش بحسب ما يشاء الله لنا أن نعيش.