الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
مجادلة دينية ج  4  للموضوع بقية Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  4  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية ج 4 للموضوع بقية

الخميس مايو 15, 2008 2:44 pm
وقول السيّد للعبد أن تحمل علامة موتي ورسم وفاتي وتنادي في العالم كلّه بما أوصلتُ إليكَ من الإحسان حتّى تكون كلما رأيتَ العالمة والرسم تتذكّر إحساني إليك وتحفظ وضيتي وتذكر صنيعي هذا بك. فإن هذه العلامة والرسم تكون لك قوة غالبة وقاهرة لجميع المكاره الواردة من الجنّ والإنس. فنحن الآن نحمل هذه العلامة والرسم أي الصليب وننادي بإحسان السيّد إلينا ونقول على هذا الشكل والرسم بذل الله ابنه وحبيبه. الذي هو المسيح كلمة الله وروحه فداء عنا وخلَّصّنا من الموت ومن يدِ عدوّنا ونرسم هذه العلامة على صدورنا وعلى جبهتنا وعلى جميع جسمنا ونرسمه في بيوتنا وعلى أبواب دورنا ومنازلنا وعلى سائر موجوداتنا. ونعلّقه في أعناقنا. ونضعه على كلّ رابية وتلّ وعلى كلّ مدينة وقرية متذكّرين إحسان السيّد ورحمته وليس قصدنا في ذلك عبادته ولا أن نسجد للمادة والهيولي المركّب منهما بل نكرم ونشرف العلامة والرسم ونسجد لهُ حين نرى اسم المسيح عليه مكتوبا لأنّا نكتب عليه هذا يسوع المسيح ابن الله الذي هو كلمة الله وروحه نظير سجودنا لمثال المسيح وصروته وندّ العقل في سجودنا إلى الأصل والعنصر. فقد أوردتُ لك القصد في باب الصليب كافيا.

قال المسلم: نراك على جميع الأحوال تشرّف دينك وتحقّقه وتورد عليه شهادات وبراهين بأخباروحكايات وأمثال وأسمار وأنت على كل حال تفتخر أن الحقّ لدينك ويليق بي أنا أن أفتخر وأقول الحق لديني.

قال الراهب: أمّا أنا فقد أوردت البراهين والشهادات بتحقيق ديني من كتاب الخصوم والأذداد واتّضح الحقّ لديني بشهادة خصومي فأورد لنا الآن ما عندك لتحقيق دينك.

قال المسلم: السما والأرض ولاملائكة والناس يشهدون أن ديني وكتابي هو الحق اليقين. وإن الله تعالى أنزله على نبيه محمّد المصطفى نورا وهدى ورحمة من ربّ العالمين.

قال الراهب: قد قال السيّد المسيح إن شهدتُ أنا لذاتي فشهادتي لا تُقبَل ولكن آخر هو الذي يشهد لي. وأنتَ أراك تشهد لذاتك وكلّ خصم يشهد لذاته فلا تُقبَل منه. وقولك السما والأرض والملائكة والناس يشهدون لدينك فأرود لنا الشهادة لدينك من كتاب السماء أو من كتاب الأرض أو من كتاب الملائكة أو من كتاب الناس. فإنك ما تقدر على ذلك.

قال المسلم: لا تفتخر بدينك يا راهب فلست أنت وحدك من الذين يفاخرون بدينهم لأنّ الصابئ واليهودي أيضا يفاخرون بدينهم. وكل واحد منهم يقول إن دينه الحق.

قال الراهب: صدقتَ في قولك إن كلّ ذي دين يحقّق دينه ويحامي عنه. والأديان أربعة صابئ ويهودي ومسلم ونصراني فأيّ منها عندك الذين الحقّ الموضوع من الله؟

قال المسلم: ما أعلم

قال الراهب: إن كنت لا تعلم فنحن نترك الأديان جميعها ونعود إلى قياس العقل ونجعل القياس والعقل بيننا قاضيا وحاكما. فإنّ العقل والقياس حاكم لا يرتشي.

قال الأمير: وحقّ تربة أبي لقد أنصف الراهب.

قال الراهب: اعلم أيها الأمير أعزك الله أن الأديان أربعة حسبما ذكرنا سالفا. وأن الإله الذي خلق الخلائق واحد.

قالت الجماعة: لا شك في ذلك.

قال الراهب: فيجب أن يكون الدين الحق واحدا من حيث أن المشترع له واحد.

قالت الجماعة: نعم هو كذلك.

قال الراهب: أما تعلم أنّ الله في البدء قال لنخلق إنسانا على صرتنا ومثالنا؟

قال المسلم: نعم.

قال الراهب: وقوله على صورتنا ومثالنا يعني بالاستطاعة والسلطة والتملّك والتصرّف بذاته وبالإرادة والاختيار على سبيل المثال والقرب بحسب ما يقرب الإنسانم من صورته التي يجعلها في الخائط والظاهرة في المنزل فيرى ليس هو بعينه بل على سبيل القرب منه والشبه بالصورة والشكل. وإذا كان الإنسان يقرب من الله بالصورة والمثال والله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله فوجب أن يستسير الإنسان بوصية خالقه وشريعته وناموسه وهذه الشريعة والناموس والوصايا يجب أن تناسب طبيعة واضعها ومفترضها على جهة التقرّب والتشبّه ومثال ذلك إذا كان لك ولد أم عبد وكنتَ أنتَ في طباعك رحيما فهل تأمره أن يكون قاسيا؟ وإن كنتَ عدلا ومنصفا فهل كنتَ تأمره أن يكون ظالما جائرا؟ وإن كنتَ كريما فهل تأمره أن يكون بخيلا شحيحا؟ وإن كنتَ عفيفا فهل تأمره أن يكون زانيا؟ وإن كنتَ صالحا خيّرا وغير غضوب فهل توصيه أن يكون شريرا غضوبا؟ وإن كنتَ محبا للفضيلة فهل تأمره أن يختار الرذيلة؟ أفليس تؤثر منه اقتفائك والتشبّه بفضيلتك؟

قالت الجماعة: كذلك هو.

قال الراهب: فإن وجدتَ عنده ما ينافر فضيلتك ويبعد من مزاجك وطباعك ورأيك ويُضادّ قصدك أفلا تنكره وتخرجه عنك ولا تؤثر مقاربته؟

قال المسلم: قد قلتَ يا راهب صدقا لأنّ من بعد عني بعدت عنه ومن قرب مني قربتُ منه.

قال الراهب: فالقرب منك يكون بحسب الاتفاق في الفضيلة أم الرذيلة؟

قال المسلم: بحسب الفضيلة.

قال الراهب: فهاتِ الآن نحضر إلى وسط مجلسنا هذه الأديان والشرائع والنواميس فإن الصابئ له كتاب وشريعة وناموس وكذلك اليهودي والمسلم والنصراني. ونستعبر كلّ دين وكل كتاب على حِدة وننظر فيها بقياس العقل فأي دين وكتاب يناسب الطبيعة الإلهيّة الخالقة فذاك هو الدين الحقّ الصادق ونوجب له الوضع من الله ونطرح ما سواه.

قال الأمير: قد حكمتَ بالحقّ فلا طعنَ عليك في هذا ولا لوم إذ كان الخالق لا يشرّع ما يضاد رأيه وطباعه.

قال الراهب: فلنبتدئ الآن من دين الصابئة وكتابهم فإنّك تجدهم في غاية الجهل والحماقة بعبادتهم الخليقة دون خالقها وإكرامهم الفحشاء والقبيح كأنهما محمدة عندهم وتجد فيهم شرائع نختلطة وآراء مختلفة ونواميس مشوشة وكثرة الآلهة تحارب بعضها بعضا. فهذا قاهر وذلك مقهور. وتجد إلها يقطن السماء وإلها آخر يقطن الأرض. وآخر يحلّ تحت الثرى. وإلها ذكرا وإلها أنثى وإلها خنثى. وحينا يكون ذكرا ووقتا يكون أنثى. وإلها كبيرا وغيره صغيرا. وإلها يشترع الغصب والقتل. وإلها يأمر بالزنا والفجور. وغيره يمنع استعمال الفحشاء وإلها عاشقا وغيره معشوقا. وبقدر غيهم وبعدهم من الله بقدر ذلك أظلمت أبصارهم. وبقدر الظلام المستحزذ على عقولهم بقدر ذلك استعبدهم إبليس واستضلّهم.

قال المسلم: لعمري ما يخفى عنّا أمرهم وسوء مذهبهم ونحن عالمون بضلالهم ولكن عرّفنا كيف غفلت العناية الإلهيّة عنهم ليستضلّهم إبليس إلى تلك الغاية ويخدعهم.

قال الراهب: لعمري إنّ العناية الإلهيّة الخالقة لم تغفل عنهم وإنّما تأخّر عنهم لأنّهم تباعدوا عنه بجهلهم ولم تجد العناية لها موضعا عندهم لأنَّ الله تعالى ليس من عادته أن يجذب الناس إلى عبادته على سبيل الكره والاقتسار بل يؤثر منهم العبادة له بصدق الضمير وخالص النيّة والاختيار. وتمهّله وتوقّفه عنهم إلى هذه الغاية كان ليعرفوا حقّ العلم قدر الموهبة. لأنّه قد قيل بقدر ما تكون الموهبة عظيمة بقدر ذلك يعظم قدرها. وبقدر ما تدعو الحاجة إليها بقدر ذلك يزاد الحرص في حفظها وصيانتها. ولئلا يطول بنا المقال في هذه المعاني وأمثالها فنحن نتركها وننتقل إلى ما تدعو إليه الحاجة من غيرها فإذ أبعدنا الصابئة وكفرهم فيجب علينا إن رأيتم أن نقدّم إلى الوسط رأي اليهود وشريعتهم. وإنّي لعارف أنه لم يخفَ عن بصيرتكم إحسانات الله تعالى وإنعامه عليه. فأوّل إحسانه إليهم وإنعامه عليهم أنه أخرجهم عن عبادة الأصنام وهداهم من الكفر إلى الإيمان وفكّهم من العبودية المصر]ذة واستخلصهم وأحلّ بأرض مصر عشر ضربات وأهلك بالموت أبكارهم وغرَّق فرعون في مياه البحر لما فلق البحر وجعله طريقا تُسلك أجازهم بها. وأباد الأمم التي حاربتهم. وأعطاهم مدن الأمم ومتاعهم وأسكنهم تلك الأرض وكان يعولهم مدّة أربعين سنة وأنزل عليهم المنَ والسلوى طعاما يخصّهم وورثهم أرض الميعاد مقرّا لهم. وإحسانات الله إليهم يطول شرحها قصدنا الاختصار والإيجاز في وصفها. فبعد إنعام الله عليهم بهذه المنن وأمثالها تشتّت أراؤهم في عبادة الله وأهملوها واختلطوا بالأمم وسجدوا لأصناهم وعبدوها. ولما صعد موسى إلى أعلى الجبل يلتمس من الله تعالى شريعة لهم يستسيرون بها وجدهم بعد نزوله من الجبل يعبدون رأس عجل من ذهب وفضّة سبكوه. فغضب الله وموسى عليهم وأطلق السيف والقتل فيهم حتّى كاد يهلكهم بجملتهم لولا موسى وقف لديه تعالى ورد غضبه عنهم. إلا أنهم عادوا إلى الخطأ وكم من مرّة مرمروا موسى وأغاظوه بقولهم له أما يقدر الله إلهك أن يعدّ لنا مائدة في البريّة نمتلئ بها إن كان هو الذي ضرب الصخرة فجرت المياه. وقولهم أيضا لموسى اعمل لنا آلهة تسير أمامنا مثل باقي الأمم (خر 32، 2). وبقدر ما كان يمتعهم بإحسان الله وإنعامه بقدر ذلك كان عصيانهم وخلافهم لأوامره. وقد قال في عصيانهم بعض الأنبياء مددت يدي طول النهار إلى شعبٍ عاصٍ غير مطيع (أش 65، 2) واسمع ما يقوله أشعيا النبي في هدمهم وبوارهم نصبت كرما في موضع سمين وابتنيت برجا في وسطه وحفرت فيه معصرة وصبرت عليه ليفرع عنبا فأفرع شوكا فالآن أيّها الناس من آل يهوذا الساكنين أورشليم احكموا فيما بيني وبين كرمي. ماذا وجب أن أعمل بكرمي مما عملته به. لأني صبرت عليه ليفرع عنبا فأفرع شوكا. فأخبركم الآن ما أعمل بكرمي. أنتزع سياجه فيكون للخطف. وأهدم حائطه فيكون مداسا. وأهمل كرمي فلا يكسح ولا يُجلى. وينبت الشوك فيه كما ينبت في الفضا البائر وآمر السحاب فلا تمطر عليه مطرا لأنّ كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل وإنسان يهوذا غرس حديث محبوب (أش 5، 1-7). وقال السيد المسيح في الإنجيل مثلا يدلّ على تبطيلهم وعطولهم: إنسان نصب كرما وأحاط حوله سياجا وابتنى فيه برجا ودفعه إلى فلاحين وسافر فلما كان وقت الثمار أرسل عبيده إلى الفلاحين يأخذون ثماره فتناول الفلاحون العبيد فمنهم من ضربوه ومنهم من رجموه ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين ففعلوا بهم نظير ذلك. فأرسل إليهم ابنه أخيرا قائلا لعلهم يستحيون منه. فإذ أبصر الفلاحون ابنه قالوا في نفوسهم هذا هو الوارث تعالوا نقتله ونأخذ مورثه فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه فإذا جاء صاحب الكرم أي عمل يعمل بأولئك الفلاحين فقالوا يهلكهم شرّ هلاك إذ كانوا أشرارا ويدفع الكرم إلى فلاحين آخرين يؤدّون الثمار في وقتها (متى 21، 35..) وقال السيد المسيح نحو اليهود أما قرأتم إن الحجر الذي رذله البناؤون صار رأسا للزاوية. من الرب كانت هذه وهي عجيبة في أعيننا. لهذا أوقل لكم إن ملكوت اله ينزع منكم ويعطى لأمّة تعمل ثمارها (متى 21، 33-44). فيدلّ بهذا المثل أن الله تعالى رذلهم وأقصاهم ولم يبقَ لهم عنده موضع. وكذلك نبيك ورسولك يقول عنهم في القرآن المغضوب عليهم (الفاتحة) فإذا كان الأنبياء والإنجيل ونبيك محمد قد أبعدهم وطرحهم فنحن لا نقبلهم لأنهم بهذا المقدار كانوا أشرارا حتّى إنّ شرّهم وصل إلى المسيح الذي هو كلمة الله وروحه. وإن نظرتَ في شريعتهم وناموسهم تجدهما على ما يناسب الغلظ والهيولي واللحوم والدم من الذبائح والمحرقات واللطوخ بدم التيوس والبقر ومن أكل اللحوم وشره الكهنة فيما يقدّمه العوام وتجد سخوطا ولعنات وحروبا وقتالات وأخذ الثأر وقبيح المعاملات ومجازلة الشرّ بالشرّ بقولهم العين بالعين والسن بالسن واليد باليد وكلما يتعلق بأهواء الجسم.

قال المسلم: إذ كان الله ونبيّه والإنجيل يشهدون أنهم المغضوب عليهم فما بنا حاجة إلى إطالة الشرح في بابهم.

قال الراهب: قد استبان لنا بيانا واضحا أنّ اليهود والصابئة منفصلون من الله.

قال المسلم: لا شك في ذلك.

قال الراهب: أفليس القياس والصواب أوجب ذلك من حكم العقل.

قال المسلم: نعم.

قال الراهب: فإذ قد سعدنا بقاض عدل منصف لا يحابي في حكمه ولا يرتشى فهات نسأله في باب القضا في الدين بين النصارى والمسلمين وننظر أيسهما يناسب اللطافة للطبيعة الإلهية ويقرّب منها وأيهما ينافرها غلظا ويبعد عنها ونجعل القياس عندنا في النظر وسيطا. وإن رأيتم فنحن نورد وصايا السيد المسيح وما اشترعه في الإنجيل أولا إن كان لم يثقل عندكم السماع لذلك.

قال الأمير: من أنكر ما يحكم به العقل والقياس كان من الناس ظالما أم جاهلا غبيا.قال الراهب: إنّ السيد المسيح لم يشترع وصيّة من الوصايا حتّى عملها أولا وأرانا منها أنموذجا ومثالا فأولا حذّرنا من محبة هذه الدنيا قائلا لا تحبّوا العالم ولا ما في العالم. فإنّ العالم وما فيه يزول ويفنى ومن يعمل مشية الله يبقى إلى الدهر (1 يو 2، 15). وماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم كلّه وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه (لو 9، 25)؟ لا تكنزوا لكم كنوزا في الأرض حيث السوس والدود يفسد واللصوص تشرق بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا دود يفسد ولا سارق يسرق لأن حيث تكون كنوزكم تكون قلوبكم (متى 6، 20) ولما علم أن الغضب يفسد العقل ويهوّره قال لا تغرب الشمس على غضبكم (أف 4، 26). ثم أرانا مثال الوداعة والصبر على المحزنات بقوله من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الأيسر (متى 5، 39). وأرانا مثال الطاعة بقوله من سخَّرك ميلا فامضِ معه ميلين (متى 5، 41) وأرانا أن لا يكون لنا إشفاق على حطام الدنيا بقوله من أراد أن يأخذ ثوبك فزده رداك ومن سألك فأعطه (متى 5، 40). وكذلك أرانا الزهد بقوله لا تقتنوا ذهبا ولا فضة (متى 10، 9) ثم أرانا القناعة في العيشة بقوله لا تقولوا ماذا نأكل ولا ماذا نشرب. انظروا طيور إلى السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تعي في المخازن وأبوكم السماوي يقيتها. اطلبوا أولا ملكوت الله وبرّه. وهذا كلّه يزاد لكم (متى 6، 25 و 32) ثم رسم لنا التشبّه بصلاحه ورحمته بقوله لا تكافوا الشرّ بالشر. بل أولى بكم أن تكافوا الشر بالخير. تشبّهوا بأبيكم السماوي فإنه يشرق شمسه على الأخيار والأشرار. ويمطر غيثه على الأطهار والفجار (متى 5، 29). وأنت تطلب أن تأخذ الثأر مدّة حياتك وثورته لولدك. ثم أرانا مثالات في الفضيلة بقوله إن رأيت جائعا فأطعمه أو عريانا فاكسه أو مريضا فعده وافتقده. ومن كان محبوسا فزره وافتقده فيما يصلح شأنه (متى 25، 35-45) وبقوله طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السماء. طوبى للحزانى فإنّهم يعزّون. طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع إلى عمل البر فإنهم يشبعون. طوبى للنقيّة قلوبهم فإنّهم لله يعاينون. طوبى لصانعي السلام فغنهم أولاد الله يدعون. طوباكم إذا عيّروكم وقاولا فيكم كل كلمة سوء من أجلي كاذبين افرحوا وتهلّلوا فإن أجركم عظيم في السماء (متى 5، 1-12). ثم وضع لنا النهي عن المحارم بقوله لا تقتل. لا تسرق. لا تزنِ. لا تشهد بالزور (متى 6، 3 و4). وإذا دُعيت إلى وليمة فاجلس آخر الجماعة (لو 14، 10) وإذا صمتم فلا تكونوا كالمرائين فإنهم يغيرون نضارة وجوههم (متى 6، 16). وإذا صليتم فلا تكونوا كالمرائين فإنهم يعرضون أكمامهم ويطوّلون هدب ثيابهم ويصلّون في الساحات. الحق أقول لكم إنهم قد أخذوا أجرهم (متى 6، 5) ورسم مثالا للشجاعة بقوله لا تخاوفا ممن يقتل الجسم. بل خافوا ممن يقدر أن يلقي النفس والجسد في نار جهنم (متى 10، 28). ثم يأمرنا بصدق اللسان بقوله فليكن كلامكم النعم نعم واللا لا. وما زاد على ذلك فهو من إبليس الشرير (متى 5، 28) ثم يعلّمنا العفاف بقوله من لهم نساء يجب أن يكونوا كمن ليس لهم (1 كور 7، 29) فإن شككتك عينك فألقها عنك أو يدك أو رجلك فخيرٌ لك أن تدخل الحياة بعين واحدة أو أعرج من أن يطرح جسدك كلّه في نار جهنّم (متى 5، 29 و 30). ثم أرانا مثلا في حفظ البتوليّة بقوله أناس ولدوا خصيانا من بطون أمهاتهم وأناس أخصوا من الناس وأناس خصوا ذواتهم من أجل ملكوت السماء (متى 19، 12). وبقوله من طلّق امرأته من غير علّة زنى فقد أحوجها تزني.
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  4  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية

الخميس مايو 15, 2008 2:45 pm
ومن تزوّج مطلقة فقد زنى (متى 19، 19). وأرانا فضل تلك العيشة بعد النقلة إلى العالم الثاني بقوله لا يأكلون ولا يشربون ولا يزوّجون ولا يتزوّجون بل يكونون كملائكة الله (متى 22، 30). وإن هذا الجسم البالي ينتقل إلى عدم البلى ويُعدَم الغلظ المناسب التراب ويبطل عنه آلات وأعضاء الخطية بالكليّة وأما الرجاء الذي نرجوه فهو القرب من الله تعالى والحظوة لديه وقد قال عزّ قوله إن ما أعدّه الله إلى أحبّائه والعاملين بوصاياه لم تَرَهُ عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر (1 كور 2، 9) ولمّا كان المسيح تعالى روح الله وكلمته وهو إله وضع لنا شريعة تناسب المشية الإلهية وإذ كانت الفضيلة عنده مأثورة قادنا إليها برحمته.



أما نبيّك محمد فإذ كان إنسانا ومن أهل تلك العبادة الممقوتة وقد تربّى ونشأ في عادات العيشة الرخيّة الفاسدة منقادا بأهواء الجسم واستعمال اللذة البهيمية المنتنة ولطول مكثه فيها وانقياده إليها صارت فيه طبعا وملكته عادة حتّى صار يصعب عليه الانتقال عنها فوضع شريعة بحسب قصده وشيمته التي ألفها وإذ كان محبّا للنسا وشبقا بهنّ رسم لكم الازدياد والكثرة منهنّ لأنَّ كلّ من أحبّ شيئا وآثره شرّعه لغيره وعلم به حتّى تكون شريعته تماثل عمله وعمله يناسب شريعته وأما المسيح تعالى فقد أقام الموتى باقتدار وقوّة لاهوته التي لا يباح بوصفها. ونبيّك أمات الحيّ باستعمال السيف لمن خالف أوامره وأنكرها. والمسيح قاد الناس إلى عبادته بآياته الباهرة وعجائبه القاهرة ونبيك قادهم إلى رأيه الضال بالترخيص والتهديد والتفزيع ووعوده الكاذبة في الدنيا والآخرة وضمن لكم جنّة بها أوصاف لا يليق بذوي الألباب تصديقها ولما كنتَ أنتَ نشأتَ نظيره في تلك العادات والسجايا بعينها رسم لكم شريعة رخيّة تضاهي سجيته وتلايمها.



ولمّا كان قصده من النسا المتعة قال خذ من النسا أربعة ومن السراري مهما شئت ومن الإماء مهما رضيت وقال: إن خالفتك حرمتك وأغضبتك وحلفت عليها فطلّقها وقارن غيرها. وإن ندمت على فرقتها وآثرت العودة إليها فما يحل لك مضاجعتها دون أن يدخل عليها رجل آخر. انظر إلى شريعة تشتمل هذا التشويش والتخليط. إذ حيث كانت الامرأة حلالا عليك حرَّمتها ولما حرمت عليك حللتها. وحين كانت حرّة كرهتها ولما صارت زانية رضيتها. وامرأة زيد فما يخفى عنك شانها كيف أخذها حيث كانت تخبز الخبز في بيتها فعمل فيها آية بقوله: ولا قضى زيد منها وطرا ازوجناكها يا محمد. وقد كان سبيله أن يكتفي بما عنده من النساء ولا يسلب حرمة الرجل ويغصبه عليها وقوله جامعوا يوم الجمعة. وقوله ثبت يد أبي لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد (سورة ثبت). فهذه ألفاظ نبيك التي تجاسر وقال إنّ الله أوحى إليه بها ولم يخشَ من مراقبة الله والجواب عنها في يوم الدين وحشر العالمين. فقل لي يا مسلم بحق معبودك أي قوة أم أي فضيلة يحوي كتابك وأي محمدة؟ إنما يحوي ألفاظا مزخرفة ولا يحوي فضيلة ولا ما يناسب شيئا إلهيّا لطيفا ولا روحيّا بل يناسب متاع الدنيا وغلظ الهيولي ولذات الدنيا ونعيمها. فقد اتّضح الحقّ وظهر البيان فإن نفع الإقناع فليقتنع من يروم الاقتناع فقد استفاد العقل والقياس الحكم بإيضاح البيان.

قال المسلم: ويحك يا راهب فقد أطلقت لسانك وتكلَّمتَ بجهل ودارستَ حنقكَ وأسرفتَ في هجوكَ ولم تخشَ مراقبة الله يومَ الحشر.

قال الراهب: إنما يخاف الله ويوم الحشر مرتكبوا المحارم وعاملوا المآثم الخادعون الظالمون المتكلّمون بالكذب المدَّعون بالباطل وإن كنتُ أنا تكلَّمتُ بما في كتابك وبما لفظ به نبيّك فما بالك تنسبنا إلى الجهل؟

قال المسلم: لأنكَ تهوَّرت ولم تفكّر فيما ينشأ به عليك من دين الإسلام من جهة ذمّك إياه وسبّك له.

قال الراهب: يا أبا ضاهر، هل الميّت يخاف ممن يقتله أم يخشى ممن يتوعدّه بالموت؟

قال المسلم: لا. لأن من مات دفعة فما يموت أيضا.

قال الراهب: أنا ممن قد مات عن الدنيا وماتت الدنيا عندي وصارت عندي كالشي المائت وأنا عندها كذلك فما بي حاجة إليها ولا هي اليَّ وهجرتُ مسارّها وطلَّقتُ نعيمها ودفعتُ إليها كتاب طلاقها وخلصت من حبال وثاقها ما بدا لها فإنّي وإيّاها على بعدٍ مبين.

قال الأمير: آمنك الله على نفسك يا راهب ولا بأس عليك فأوسع صدركَ فقد ضمنّا لك الأمان وجعلنا لكَ السلطان وفسحنا لك الكلام في باب الكتب والأديان وإيضاح البيان فقل ما عندك وزدنا علما وبيانا فقد كنتُ في شوقٍ وتلهّف مزيد أن أسعد برجلٍ مثلك وعالمٍ يشبهك يوقفنا على كلّ كتابٍ ورأيٍ ودين.

قال الراهب: أعزّ الله الأمير من سلك في النهار فقد أمن العثار. فإذا كان هذا الرأي رأيك وهذا مطلوبك فاسمع المثل في ذلك. فقد ذكروا أنَّ ملكا من الملوك الأوائل كان يعيش عيشةً ذات نقاء وظلف خبيرا بصناعة الطبّ ماهرا بها مستعملا من الأغذية أخفّها وألطفها يقصد بها قوام صحّته وثباتها وكان لهذا الملك ولدٌ قد نشأ مع أبيه في تلك العيشة مستسيرا بقانون لطبّ فلما بلغ إلى سنّ الشباب آثر السفر والنقلة إلى بلادٍ شاسعة بعيدة. ولما كان الملك عارفا بتركيب ولده وضعف جسمه ومزاجه أرسل معه طبيبا يسوس أحواله وتدبيره وقال له ما دمت أيها الولد تعمل برأي الطبيب الذي يصحبك فإنك تكون ثابتا على حال صحّتك وعافيتك. ولما سافر الشاب كان يعمل وقتا بعد وقت برأي الطبيب ومشورته حتّى صاحب أناسا غرباء عن قبيلته ومعاشهم ينافر مزاجه وعيشته فأقبل يعاشرهم مليّا إذ استلذّ طعامهم وتهاون برأي الطبيب ولم يكن يقبل مشورته فابتعد عنه الطبيب ولم يوثر مقارنته. ولما صار الشاب يعيش بالخليط مرض وانحرف مزاجه ولبث ملقي على فراشه. وكان لهذا الملك أناس أعداء قد نفاهم من مملكته، لما بلغهم أن ابن الملك مرض وجدوا سببا في وصول الشر إليه. فكانوا لهذا الوجه لا يصفون له الدواء المناسب له فتقدم إليه واحد ودخل عليه وقال له: قد بلغ أباك الملك أنك مريض وقد أرسلني إليك بهذا الكتاب حتى تستعمل ما فيه فتبرأ من مرضك. وبعد هذا دخل إليه رجل آخر قائلا له نظير ما قال الذي قبله وقال له إن ذاك رجل كاذب وأنا هو الصادق المرسل من أبيك. وبعد هذا دخل عليه إنسان آخر يقول له ذلك القول بعينه محقّقا عن ذاته ومعه كتاب مبرهنا أنّه من عند أبيه ويشير عليه ألا يقبل من أولئك الذين تقدّموه. (ثم جاءه رجل آخر بمثل ذلك). فلمّا وقف الشاب على تلك الكتب الأربع ووجد كلّ كتاب منهم يخالف الآخر ولا يوافق بعضهم بعضا فصار الشاب حائرا في ذاته ولا يعلم ما يعمل ولا يعرف أي الكتب يستعمل في مداواته من مرضه فندم على مفارقته للطبيب لأنه كان يعلم علما محقّقا أنّ الطبيب عارفٌ بأبيه ويقرب منه. وبينما الشاب في حيرته وافتكاره أقبل إليه الطبيب فقبله مسرورا قثم أوقفه على مرضه وعلى تلك الكتب الصائرة إليه وسأله أن يوقفه على الكتاب الحق الصائر من أبيه وقال له: لا شكّ عندي في معرفتك بي وبأبي لأنك ممن يلوذ به ويقرب إليه فأعن المحتاج إلى عونك والمفتقر إلى رشدك.

قال الطبيب: تباعدتَ عني فابتعدتُ عنك وسافرتَ عنّي فسافرتُ عنك.

قال المريض: تجاهلتُ حتّى تناسيتُ قدرك. وأهلكتُ رشدي بجهلي برشدك. ولكن إذ قد سعدتُ بكض الآن فأرني كتاب أبي أيّا هو من هذه الكتب التي أريتك.

فلمّا وقف الطبيب على الكتاب الأوّل قال له أيها الشاب هذا ليس من عند أبيك لأنّه ينافر مزاجه ورأيه ولا شكّ أنّ الذي أتاك به كان عدوّا لك ولأبيك أراد به قتلك. ثم وقف على الكتاب الثاني وقال له: ولا هذا من عند أبيك وليس فيه ما يلائم مرضك. ثم نظر إلى الكتاب الثالث فقال له: ولا هذا من عند أبيك لأنّه ينافر رأيه ويبعد عنه فاحذرها وأقصها كلّها عنك.

ولمّا وقف على الكتاب الرابع ورأى كل ما فيه يناسب رأي أبيه ويطابق مزاجه وطباعه قال له: هذا بلا شكّ من عند أبيك. فإن عملت بما فيه شُفيت من مرضك وعوفيت.



ثم سكت الراهب قليلا ثم قال: فإن رسم لي مولاي الأمير تفسير المثل فعلت ذلك.



قال الأمير: قد لاح لنا الدليل على بعض ما نحوت في هذا المثل فالجدير بك أن توضّح لنا ما غبي عنا.

قال الراهب: أما الملك فهو الله تعالى. والابن فهو الإنسان. وأما سفر الشاب عن أبيه فهو بعد الإنسان من الله بالمعصية وخلاف الوصية. والطبيب فهو العقل المدبّر والمشير الصائب المعطى للإنسان من الله. وأما غفلة الشاب وتركه للطبيب فيشير به إلى التصرّف بلذات الهوى والإحادة عن الرأي العالي المنسوب إلى الجهل بمعرفة الله تعالى. واستعمال الشاب والأطعمة الضارة فيشير إلى ملذات هذا العالم وما يطرب الحس ويلذّه من مسار الدنيا ونعيمها بحسبما يقال في صناعة الطبّ أن كل طعام لذيذ ضار ممرض. وأما مرض الشاب فيعني به مرض الطبيعة الإنسانية لما تركت الرأي الصائب وجنحت إلى عبادات مختلفة وارتكاب المعاصي. وأما الأعداء فهم الشياطين المشيرون بالرأي المضلّ المبعد من الله. والكتب الأربع هي الأديان الأربع الصابئة واليهودية والإسلام والنصرانية. وأما البحث والكشف عنها فيبين لنا بالعقل والقياس والنظر فيها أي دين منها ينسب إلى الرأي العالي وإلى الطبيعة الإلهية والجوهر اللطيف ويأمر بافتعال الفضيلة وينهي عن الرذيلة فهو الدين الحق الموضوع من الله تعالى وهو الدين النصراني بحسبما أوردنا سالفا من البرهان والبيان في الكشف عن الأديان.



فأومى الأمير نحوهم وقال: من كان عنده جواب فليأتِ فيه فأنا ليس عندي جواب.

قال أبو ضاهر: أراك يا نصراني تحكم وتقضي لنفسك وتوضّح الحق لدينك وتقول أنك على الصواب وغيرك على الضلال وأنت الخصم والحاكم.

قال الراهب: لستُ أنا خصما ولا حاكما وإنما خصمك وحاكمك العقل والقياس.

قال المسلم: أفليس يوجد في كتابي وعند نبيي فضيلة ولا محمدة؟ بل جعلت الفضايل والمحامد في إنجيلك وعند مسيحك.

قال الراهب: نعم. وجدنا عند نبييك فضيلة وهي أنه سأله سائل ما تحب من الدنيا يا رسول الله فقال ثلاث. فسُئل ما هي. قال الصلاة والنسا والطيب. ومن فضائله أنه دخل إليه ذات يوم رجل من بني عمه قال له محمد هل لك امرأة؟ قال له لا. قال له محمد إن كنت من قسيسي النصارى ورهبانهم فالحق بهم وإن كنت منا فنحن سنتنا النكاح. وأنا عندي ما أعرفه من فضائل نبيّك غير هذه وأنا معول على وصفها وشرحها.

قال الأمير: أنزل الله بك وبهم السكتة والصمم حتى لا يسألوا ولا تجاوب.



فسكتوا جميعا مقدار ساعة. ثم برز الرشيد إلى الوسط وقال نحن لا نحقق الحق إلا للدين الذي يحققه الله وسختاره.

قال الراهب: صدق الرشيد رشده الله وهداه فقل ما عندك يا رشيد.

قال الرشيد: نحضر إلى ههنا قرطاسا ودواة ونكتب فيها اسم الله الصمد في رقعة ونكتب اسم مسيحك ودينك ونضع الرقعتين قدام عينيك مقابل نظرك في حُقّة ويقول كل واحد منّا اسم إلهه على تلك الحُقة وبعد ذلك تُتفتح الحُقة فأي الرقعتين وُجدت ممحوة بيضاء نبطل دينه ونثبت الآخر ونجعله دين الهدى والصدق.

قال الراهب: كأنك يا رشيد قد تعلّمت شيئا من صناعة الشعوذة وتريد تُدهشنا اليوم بها وأنا قد رأيت من أهل هذه الصناعة الشيطانية ما يزيد في القوة على حيلك التي ذكرتها ولكن إن كنتَ تعمل ما نوجبه عليك فيها فاعمل.

قال المسلم: وما هو؟

قال الراهب: نضع الكتابين في يدي ثم أقف على المكتوب فيهما وأضعهما في كفي وأطبق عليهما يدي. وقل على يدي مهما شئت. وبعد ذلك أفتح الرقعتين فإن وجدنا رقعتي بيضاء فنوجب قولك.

قال المسلم: ما نفعل هذا لكن أضع الرقعتين في الحُقة بيدي.

قال الراهب: أما أنت واثق من إلهك القادر أن يمحو كتابي في الحُقّة أن يمحوه كذلك من يدي؟

قال المسلم: إلهي لا يشأ أن يلامس يدك لأنك نصراني.

قال الراهب: يا رشيد لا تلفظ بما لا يحسن بأهل الأدب فليس مجلسنا هذا مجلس لعب صبيان وإنما هو مجلس كلام الصدق لكي يظهر الحق بحكم العقل وموجب القياس وتحقيق البيان والإقناع بتصديق البرهان فإن كنتَ من الرجال الذين صناعتهم الدكّ والشعوذة فعليك بأهل القرى والسوقة حيث يجمعون لك الفلوس من الرجال والصبيان. وإن اخترت اختبار الدين فعندي اختبار حق وتجربة صدق لا يدخل عليه حيلة ولا شك يقع فيه.

قال المسلم: وما هو؟

قال الراهب: يأمر الأمير أعزه الله تعالى أن يحضر إلى ههنا ثلاثة أحمال من حطب وأن يوضع عرمة في هذه القاعة ويضرم فيه النار حتى يشتعل ويعلو لهيبه ونُربط أنا وأنت بحبل ونُلف قويا ونُلقى في النار جميعا فمن سلم منا وقي حيّا كان دينه الدين الحق الصادق.

قال المسلم: نعم لكن تدخل أنت أولا إلى النار وأنا بعد ذلك أدخل.

قال الراهب: فإن دخلتُ أنا إلى النارأولا وحرقتني تدخل أنت بعد ذلك فيها.

قال المسلم: لا لأن ربما حرقتني مثلك.

قال الراهب: فإن أنا خرجت سالما من إحراقها تدخل أنت إليها بعد خروجي منها؟

قال المسلم: لا. لأن ما بي حاجة إلى هذه التجربة لأن حياتي عندي عزيزة.

قال الراهب: إن إلهك الذي وثقتَ به على دخوله للحُقة ومحو الكتاب فما بالك لا تثق به من إنقاذك من النار؟ وأيضا إن كنتَ تخاف من الموت فأنا أحضر لك تجربة أخرى لا موت فيها.

قال المسلم: وما هي.

قال الراهب: نغتسل أنا وأنت من ماء واحد كلّ واحد على حدة مفردا بعد أن كون أنت قد تنظفت في الحمام بالصابون والاشنان تنظيفا بليغا. وأنا كما تراني بعيد العهد عن الحمام منذ أعوام وسنين لم يلامس جسمي من الماء شيء ما خلا أطرافه وقتا بعد وقت. ثم نرفع ما غُسل كل منا فيه في إناء على جهة معتزلا فأيهما نتن ودود أولا كان دين صاحبه مُطرحا باطلا.

قال المسلم: أنتم النصارى النجاسة فيكم باطنة ونحن المسلمون النجاسة فينا ظاهرة تنزع منا مع وضوءنا بالماء لذلك يفسد ماء المسلم عاجلا والنصراني قد طهرته المعموية ومسحة الميرون.

قال الراهب: فهل تظن يا مسلم أن الماء ينظفك من النجاسة؟

قال المسلم: نعم.

قال الراهب: قياسك هذا وظنك يناسبان فساد رأيك ونقص فهمك لأن الماء ليس فيه قوّة تنقي الثوب من وسخه إذا لم يكن معه قوّة أخرى من المواد الحارّة مثل الأشنان والصابون وغيره. وأنت تظن أن الماء ينقيك من النجاسة. ولو عرفت النجاسة ما هي وأي شيء هي ومن أين تتولد ومن أين تعرض وبأي شيء يغتسل منها لما كان ظنك أن الماء ينقيك منها.
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  4  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية

الخميس مايو 15, 2008 2:47 pm
قال المسلم: فقل لنا رأيك.

قال الراهب: أليس تعلم أن الله تعالى خلق الإنسان وجبله بيديه؟

قال المسلم: نعم.

قال الراهب: فهل كان الله يخلق بيديه شيئا نجسا أعوذ بالله من ذلك. وإنما النجاسة تحدث في الإنسان على سبيل العرض وليس تُدعى جوهرا بل هي عرض في الجوهر مثال الخطيّة تولد من الخطأ والميل إلى فعل الخطيّة وسوء الاعتقاد في الله وبعد الإنسان من الفضيلة وقربه منا الرذيلة وليس يوجد قوة من القوى المائتة تنقي منها إلا الاعتقاد الصائب في الله تعالى أولا ثم التوبة الصادقة والاتعاد من الرذيلة والميل إلى الفضيلة واصطناع المعروف والسلوك في سبيل الله والعمل بما يرضيه ويُزل إليه. وأنت تظن بأن الختانة والغسل بالماء ينقيانك من النجاسة فيا له من رأي وخيم ومعتقد ذميم وما أجهل رأيك في قولك إن الختانة تطهّرك فليست الختانة شيئا ولا الغلفة شيئا وإنما أمر الله بها لإبراهيم عبده يرسم بها أمته وشعبه لينفصلوا بها عن الأمم عَبَدة الأصنام كمثل ما يرسم بها الرجل خروفا من أغنامه. وأنت تظنّ الوضو والختانة ينقيانك وتسميهم طهورا.

قال المسلم: أليس المعمودية تطهّركم؟

قال الراهب: نعم بل تقدّسنا وفيها نقبل نعمة الروح القدس.

قال المسلم: أفليس هي بالماء؟

قال الراهب: نعم. ولكنا لا نعتقد طهورنا وتقديسنا بقوة طبيعة الماء بل بنعمة الروح القدس الحالة على الماء لأننا نقبل وننال الأمور المعقولة في الأجسام المحسوسة وكما أنّا مركبّون من جوهرين كثيف ولطيف ومعقول ومحسوس كذلك نقبل وننال المهقولات بتوسط المحسوسات. ومثال ذلك جوهر النار لطيف خفيف لا يُرى ولا يُنظر ولا يُلمس ولا يقع عليه الحسّ إلا في واسطة مادة من المواد. وكذلك نعمة الروح القدس جوهر غير منظور ولا محسوس فنقبله ونناله بتوسط المادة أعني الماء المحسوس إذ الماء يناسب جسمنا ونعمة الروح القدس تناسب نفسنا والعقل والناطق الذي منحنا الله الخالق فينا.

قال المسلم: ومن أين لكم الدليل والإيقان بأن نعمة الروح القدس تحلّ على المعمودية وعلى ماء العماد؟

قال الراهب: تحققنا ذلك من كلمة الله وروحه الذي هو المسيح لأنه أرانا الشكل والمثال باعتماده في نهر الأردن وهبوط الروح عليه بصورة حمامة وقال لنا على هذا المثال تحلّ عليكم نعمة الروح القدس. وأكّد لنا تحقيق ذلك بالصوت الذي ناداه به الاب من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فأطيعوه واسمعوا له (لو 3، 22). ومنذ ذلك الحين قبلنا الرسم والنعمة لأنّ السيد المسيح لم يأمرنا بأمرٍ ولا سنَّ لنا سُنّة. إلا وتقدّم هو بفعلها أولا وأرانا بها المثال بذاته مبتدئا بها. وإن كانت أقوالي هذه لا تكفي في إقناعك فقل لي من أين لك الدليل بأن القرآن أنزله الله على نبيّك محمد وقبلت منه أقواله بشهاداته لنفسه من غير آيات أظهرها ولا معجزات أشهرها ولا فضيلة أحكمها ولا محمدة أتقنها؟

قال المسلم: صدّقنا وآمنّا بما قاله نبينا وشهدت له صحابته الصالحون.

قال الراهب: وصحابته أليست من أقواله قالوا ما قالوه؟

قال المسلم: نعم.

قال الراهب: فإن كنتَ أنت قد صدَّقتَ إنسانا مائتا من أولاد آدم بغير شهادة الله له أفما نصدّق روح الله وكلمته الخالقة الأزليّة التي قالت لجميع الموجودات كوني فكانت فتلك بعينها خاطبتنا بتوسط الجسم المأخوذ من طبيعة آدم.

قال المسلم: نبينا شهد له نصر سيفه.

قال الراهب: صدقتَ يا مسلم في هذه الكلمة وإن كان قولك الصدق بكرهٍ بقولك أن محمد شهد له سيفه. فدينكم إذا دين سيف لا يجب أن يُدعى إلهيّا.

قال المسلم: أراك تجاهد في الجدال وتقاطع في الكلام كأني بك قد أطعمتَ نفسك وظنّك الباطل بأن تنقلني إلى دينك فقد خاب ظنّك وقصر قصدك.

قال الراهب: لا. ولا يخطر هذا بوهمي ولا يجتاز بخلدي وفكري. هيهات أن يكون من الذئب خروف أو من الخل الحامض عسل لأنّ سيرتك الرخيّة وعيشتك المحلولة وارتباطك بأهواء الجسم واستعمال الملاذ قد صارت فيك طبعا يعتاص عليك الانتقال عنها. إذ كانت شريعتك قد أرخت لك العنان باستعمال الملاذ فيها وإذ كان مشترع شريعتك ومقدّمها قد استعمل تلك العيشة والشريعة بعينها فلا يمكن أن تخالفه ولا يمكن العبد أن يكون أكبر من سيّده ولا التلميذ أعظم من معلّمه.

قال المسلم: مسيحك كان يعيش عيشة منخفظة ذليلة لذلك أوصاكم بها. وأما نبينا محمد عاش عيشة ذات تصرّف رخي وملك واسع وسعادة وأنعم عليه وعلينا بنعيم الدارين.

قال الراهب: ما هذه والله نعمة تناسب الناس وإنما هي نعمة تناسب الدواب فإنّك تجدها وافرة عند تيوس الأغنام من الأكل والشرب والقفز على الإناث فما يطلب الله منا هذه العيشة المذمومة وإنما يؤثر منا عيشة ذات نقاء وتضرفا ذا طهارة وأن نقصد الفضيلة ونهجر الرذيلة حتى نقرب من الجوهر اللطيف بالعيشة اللطيفة ونستعمل من الطعام مقدار ما تدعو الحاجة إليه في قوام الحياة ونحرّم الشره والإسراف في كل أمر وحال.

قال المسلم: فما بالكم أنتم الرهبان تحرّمون عليكم الزيجة وأكل اللحم وترك النسا ولبس الكتان والحرير ودخول الحمام؟

قال الراهب: كلا ما نحرّم الزيجة ولا أكل اللحم ولا غير ذلك وإنما قد زهدنا في كل ما يطرب ويلذ الحواس من طعام وشراب وشرهٍ واستكثار. ونشقي الجسم في سبيل الله تعالى في هذه الدنيا الزايلة لننال الحظوة عند الله تعالى في الحياة الدائمة. لأننا تحققنا ما خاطبنا الله في إنجيله المقدّس لأنه يقول ليس في الممكن أن ينال الإنسان النعيم والراحة في هذه الدنيا وتلك. ولكن بمقدار ما يزداد من اللذات في هذه الدنيا ونعيمها بمقدار ذلك ينقص من الحظوة في ملكوت الله والنوال منه.

قال المسلم: لقد علم الله تعالى أنك قد ازعجت فكرنا وزعزعت لُبَّنا بما أحسنت في الخطاب وإيراد الجواب فلم يبقَ بنا عندك سؤال ولله درّك فقد افخرت أهل دينك وجملت أوطانك وزيّنت أخوانك ولولا نحن على سفر لسألناك في المقام عندنا. رغبة بقربك إلينا وصرفناك فيما يخصنا من مال ودار.

قال الراهب: جزاك الله عنّا خيرا وإنعاما. لقد قابلتمونا بالإحسان وإن كنّا أسأنا في الخطاب وأغلظنا في الجواب فهذا من شيمة أهل الأدب والأحساب والأنساب فإلى أين السفر؟

قال أبو ضاهر: إلى مكة أنا والشيخ أبو سلامة نزور البيت الحرام.

قال الراهب: يوحشني بهدكم ويثقل عليَّ فراقكم فقد كنتُ آنستُ بكم.

قال أبو ضاهر: يا ليتك أن تصحبنا فنأنس بك وتأنس بنا.

قال الراهب: إن رضيتم بصحبتي صحبتكم وساويت ذاتي بكم.



فهللا وكبّرا.

قال أبو ضاهر: وبربّ الحج إن صحبتني كفيتك كلفة ما تحتاج إليه من ركوب وماء وزاد فتشرح صدرك وتطيب نفسك وتقرّ عينك وتعزّ عليك ذاتك فافرج عنك من عيشتك القشفة وحياتك المتعبة وأريك ما لم تَرَه بنظرك من الآيات والمعجزات.

قال الراهب: فقل لي يا أبا ضاهر بحق دينك ماذا تريني بمكة من الآيات؟

قال المسلم: أنا يا راهب قد حجيت إلى مكة مرتين وهذه الثالثة ولستُ أنا جاهلا بها بل خبير بما فيها.

قال الراهب: فقد زدتني رغبة فيك وقربا إليك فصف لي ما هناك وما نراه أولا وأخيرا.

قال المسلم: أول ما أريك من المطربات أنني أجيزك الحجاز وأريك الحجازيات اللاتي تشوق إليهن الصفاة. وتسرّ بهنّ النفوس ويليق بهنّ الملبوس لطاف نظاف ملاح ظراف كأنهنّ حور العين في جنّة الصالحين.

قال الراهب: فهل نجد عندهم مقاما؟

قال المسلم: مهما شئت.

قال الراهب هازئا به وذاك لا يعلم بمراده: وماذا تريني بعد الحجازيات؟

قال المسلم: نصل إلى مِنى ومن مِنى إلى عرفات.

قال الراهب: وماذا نرى هناك؟

قال المسلم: وترى يا راهب الحج يجتمع في مِنى في صباح ذلك اليوم وترى فإذا الحج طوائف يسيرون ويصفقون بالكفوف ويضربون بالدفوف ويقولون يا صباح البركات من مِنى إلى عرفات.

قال الراهب: ومن عرفات إلى أين؟

قال المسلم: إلى مكّة.

قال الراهب: وماذا تريني بمكّة؟

قال المسلم: أريك الحجر الأسود وبثر زمزم والعروة الوثقى والكوز الأخضر والكعبة وظهر الجمل وقبر الحسن والحسين.

قال الراهب: يا لها من معجزات وأجلّها من آيات.

فضحك الأمير.

قال له أبا ضاهر: ما بالك تضحك أيها الأمير؟

قال: على ما أرى من خفّو عقولكم ونقص رأيكم لأنّ الراهب يهزأ بكم وأنتم لا تعلمون.

قال الراهب: لا. ولكني رجل ضعيف القوّة وطاعن في السنّ فما بي حاجة إلى مكة وبيت الحرام.

ولما وصلا إلى هذا من الكلام أدرك المساء وحان الانصراف فانصرف الفقهاء إلى مقرّهم ثم استأذن الراهب الأمير بالانصراف.

قال الأمير: أجدتَ يا راهب في كلامك وأحسنت في جوابك وأبلغت في خطابك وزيّنت وطنك ودينك. ومثلك يجب والله أن يكون إمام النصارى ومقدمهم ومن يخاطب في الدين عنهم. فسَلْنا ما شئتَ فعندنا ما تحب.



فدعا له الراهب وأحسن الثناء.

قال الأمير: من أين طعامك؟

قال الراهب: المعطي البهائم قوتها وأفراخ الغربان طعامها وخالق الرحى يأتيها بالطحين. لأننا نحن من رحمة الله وجوده على يقين.

قال الأمير: أما تأكلون السمك؟

قال الراهب: نعم.

قال الأمير: يا راهب أنا لي سمك كثير لأن مصيدة نهر برزة في أمري ويدي ومن جملة ما يختص بي فخذ منها ما شئت برسمك ولباقي الرهبان رفاقك.

قال الراهب: أعزّك الله وأوسع عليك فأنت بالفضل والجود أولى.

فاستحضر الأمير دواة وورقة وكتب توقيعا ودفعه إلى الراهب فتسلم الراهب التوقيع. وهذه نسخته:

المشمّر الملكي الحمد لله تعالى

عند وقوف الحاجب تمام السياري بمصيدة برزة على مرسومنا هذا يدفع لموصلها غلام الراهب جرجي من دير سمعان مما يخصّنا من السمك الكبار حمل بغل موسقا معافى مبرأ من سائر الغرامات والحقوق من غير تأخير ويتحفنا بأخباره إن شاء الله تعالى وهو في أمان الله وحفظه.

فشكر الراهب وانصرف إلى مقرّه ولمّا كان بكرة حضر الراهب عند الأمير يستأذنه العودة إلى ديره فوجد على باب الخيمة بغلة مسرجة.

وقال له الأمير: هذه البغلة تكون برسم مركوبك يا راهب.

فدعا له الراهب وقال: لأجل ما للمولى من الفضل هذه البغلة توقفها لخدمة الدير والرهبان وهم يدعون لك بدوام عزّك.

قال الأمير: اعمل ما تشاء.

وعاد الراهب إلى ديره شاكرا لله على ما أعانه وأيده والتسبيح لله دائما.

تمت المجادلة بعونه تعالى وتأييده. وصفها تلميذ الراهب جرجي المتقدّم ذكره الذي كان حاضرا معه وهو يسأل كلّ من تطلّع في هذه وقرأها أو كتبها أو سمعها يستغفر له ويترحم عليه فإن الله سميع مجيب وله المجد والعزّ إلى دهر الداهرين آمين.





[sup][1][/sup][1] لا يخفى أن الأيوبيين كانوا أكرادا ولغتهم الخاصّة التركية.

[sup][2][/sup][2] قُتل غيلة على فراشه كعب بن الأشرف اليهودي من بني طي بأمر محمد بيد رجال الأوس من أنصاره وبعد ذلك قتل غيلة على فراشه أبو رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي بأمره على يد رجال من الخزرج من أنصاره








وشكراً
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى