القديس أغنطيوس الأنطاكى الأسقف الشهيد

هو ثاني أسقف على أنطاكية بعد القديس بطرس . حكم عليه بالموت , بإلقائه للوحوش المفترسة . فنُقِل الى روما ,ونال فيها إكليل المجد في عهد الإمبراطور ترايانس . كتب سبع رسالات وهو في طريقه الى روما وجاهها الى مختلف الكنائس , تكلم فيها على المسيح , والكنيسة والحياة المسيحية .انتشر إكرامه في 17 تشرين الأول في انطاكية منذ القرن الرابع .
من رسالة اغناطيوسالأسقف الشهيد الى اهل روما ." انا حنطةالله تطحنها انياب الضواري " إنّي أكتبإلى الكنائسِ كلّ لأعلنَ لها انّي أموتُ طوعاًوحبَّلً من أجلِ المسيح : فلا تمنعوني أنتم . إنّي أضرعُ إليكم وأرجو منكم ألاتحيطوني بعطفٍ مُفْرِطِ . اترُكوني فريسةً للوحوشِ , فبها يتاحُ لي أن أصلَ إلى الله . أنا حنطةُ اللهِ تَطحَنُها أنيابُ الضواري , لأصبحَ خبزاً نقيّاً للمسيح . توسَّلُوا إلى اللهِ من أجلي , لأغدُوَ بهذه الأداةِ قرباناً لله .لا تفيدُني ملذّاتُ العالم, ولا ممالكُ هذا الدهر . إنّي أُفضِّلُ أن أموتَ مع المسيحِ من أن أَملِكَ حتى أطرفِ المسكونةِ . الذي أطلُبُه هو المسيح الذي ماتَ منأجلِنا , الذي أطلُبُه هو المسيحُ الذي قامَ من أجلِنا . ساعةُ ولادتي وشيكةٌ . اغفِرُوا لي , إخوتي . لا تمنعوني أن أحيا ( الحياة الأبديّةَ ) . ولا تطلبوا لي الموتَ ( اي البقاءَ في هذه الحياة ) . نفسي مشتاقةٌ إلى اللهِ فلا تُسْلِموني ألى العالمِ , ولا تُغرُني بالمادَّةِ . اترُكني أرى النورَ الصافيَ . إذا ذهبْتُ إلى هناك , كنْتُ هناك إنساناً . هَبُني أن أقتدِيَ باَلامِ إلهي . من كانَ اللهُ مقيماً فيه فَلْيَفهَمْ ماذا أريدُ , وَلْيَرأَفْ بي إذ يَعلَمُ ما يَشُدُّلي إلى اللهِ .  يريدُ رئيسُ هذا العالمِ أن يَخطَفَني , وأن يُفسِدَ إرادتي الساعةَ إلى الله . لا يساعِدْه أحدٌ منكم أنتم الحاضرين هنا بل كونوا معي , أي مع الله . لا تجعلوا المسيح على شفاهِكموالعالمَ في قلوبِكم . لا يَسكُنْ فيكم الحسدُ .إذا حضَرْتُ بينكم ورجوْتُكم رجاءً اَخرَ فلا تصدِّقوني .بل صدِّقوا ما أكتُبه الاَن إليكم . أكتبُ إليكم وأنا في قيدِ الحياةِ وأقولُ لكم إنّي أريدُ الموتَ . حبِّي وشهَواتي قد صُلِبَتْ . ولم يَبقَ حبٌّ أو شهوةٌ للمادّةِ . إنما فيَّ ماءٌ حيٌّ يوشُوِشُني ويقولُ : " تعالَ إلى الآب " . الطعامُ الفاني لم يعُدْ له لذَّةٌ , ولا مباهجُ هذا العالم . أريدُ خبزَ الله , أي جسدَ يسوع المسيح ,
المولودِ من نسلِ دلود . وأريدُ دمَه شراباً , فهو المحبّةُ التي لا تَفنَى .  لاأريدُ أحيا بعدُ مع الناسِ . وذلكممكِنٌ إذا أردْتم انتم ذلك .
أرجوكم , اسمعوا لي , فيُسمَعَ لكم . إنّي أطلعْتُكم على رغبتي بكلماتٍ موجَزَةٍ صدِّقوني . وسيُبيِّنُ لكم يسوع المسبح أنّي أقولُ الحقَّ , هو فمُ الحقِّ , الذي نطَقَ به الآبُ . صلُّوا لأجلي , لأنالَ ما أبتغي . كَتبْتُ إليكم بحسبِ روحِ اللهِ لا روحِ البشرِ . أذ تألّمْتُ ومُتُّ , فهذا يَعنِي أنّكم طلَبْتُم لي الخيرَ . ولإن لم أمُتْ فهذا يَني أنَّكم أبغَضْتُموني . امين
لن يَخفَى عليكم شيءٌ لإذا كانَ لكم في المسيح يسوع إيمانٌ ومحبَّةٌ كاملة . فهما بدايةُ الحياةِ ونهايتُها . الإيمان هو الباية , والمحبَّةُ هي النهاية .