الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين Empty جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين

الإثنين مارس 30, 2009 2:56 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تأملات في أسبوع الآلام

ـ 3 ـ
جمعة الصلبوت
الأب متى المسكين

كتاب: تأملات في أسبوع الآلام (3)

جمعة الصلبوت
(مقالات وعظات كُتبت وأُلقيت في مناسبات متنوعة، ونُشرت ضمن طبعات كتاب: ”مع المسيح في آلامه حتى الصليب“ من سنة 1976 إلى سنة 2000).


*******

المقالة الأولى



عظة يوم الجمعة العظيمة:
”أما يسوع فجلدوه وأسلموه ليُصلَب“




في هذا اليوم تمَّت جميع النبوَّات والرموز. يوم تكدَّست فيه جميع أنواع المظالم والقسوة ليتم كل المكتوب عنه.
UvVvU




كانت محاكمة يسوع والسعي في سفك دمه أموراً تجري بغاية السرعة لأن حقد رؤساء الكهنة والفرِّيسيين عليه كان شديداً، حتى أن كل لحظة تأخير كانت تزعجهم. وكان كل غرضهم أن يتخلَّصوا منه حتى يتفرَّغوا للتمتُّع بالعيد والاحتفال به.

كان سخطهم عليه شديداً لأنه كشف ما بداخلهم لأنفسهم وللناس، فلم يطيقوا رؤيته أو احتمال بقائه.

كانوا قساة ولكنها قسوة مملوءة بالخوف والرعب منه، فأرادوا أن يتأكَّدوا من موته بأنفسهم، ولما مات ظلوا مرتعبين أيضاً لئلا يعود فيقوم كما سبق وقال لهم. كم من معاندين ليسوع المسيح اتَّصفوا بالجرأة والقحة في أساليب مهاجمتهم له ولأولاده في كل العصور، ولكن كان في قلوبهم دائماً رعب من سطوته أشد من رُعبة اليهود الذين قتلوه.



”اصْلِبْهُ، اصْلِبْهُ“:

كان الشعب ضحية القيادة العمياء، وكان المال أصل البلاء.

فهؤلاء الذين استقبلوه بأجمل مِمَّا يُستقبل به الملوك، استطاع رؤساء الكهنة بمالهم وسلطان كهنوتهم أن يجعلوهم يصرخون في وجهه: «اصْلِبْهُ، اصْلِبْهُ!» (لو 21:23)

نسوا إحساناته ومواساته. أين معجزاته؟ أين الذين أقامهم من الموت؟ أين الذين شفاهم من البرص والشلل والعَمَى والصَّمَم؟ أين الذين أعتقهم من قيود الشيطان؟ أين الخمسة آلاف الذين أطعمهم في الجبل وأشبعهم من تعاليمه؟ أين تلاميذه؟ أين الشجاع بطرس؟ هربوا، هربوا كلهم! ما أحقر المُثُل والمشاعر التي قدَّمتها البشرية نحو مخلِّصها في يوم آلامه!! ولو كنا نحن في أيامهم لعملنا كما عملوا، وربما أردأ مِمَّا عملوا، لأننا بدونه لا نساوي شيئاً.



”ابْكِينَ على أنفسكُنَّ“ (لو 28:23):

لم يقبل المسيح بكاء النسوة عليه. رفض أن يتقبَّل مشاعر الأسى والحزن نحوه إذ هو «مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا... أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمَّلها، ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً من الله ومذلولاً.» (إش 5:53و4)

لم يتألم لأنه كان مُستحقاً للألم، ولم يُصلب من أجل ذنب عمله حتى يتقبَّل تعزية الناس له.

أخشى أن نخطئ في هذا اليوم ونحزن أو نبكي كبكاء النسوة ظانين أنه تألَّم من أجل نفسه، إنه جيدٌ أن نبكي على أنفسنا وعلى أولادنا لئلا تكون كل هذه الآلام التي قاساها السيد عبثاً، إذ نكون بجهالتنا قد ابتعدنا عنه بقلوبنا، فنُحرَم من المجد الذي أعدَّه لنا بآلامه!

إن كل ضربة وكل إهانة وكل ألم عاناه المسيح على الصليب كان من أجل كل فرد من البشرية في ماضيها وحاضرها، ليرفع عن كل واحد منا الحكم الذي كان لابد أن يوفيه.

إنها لم تكن آلام المسيح في الحقيقة، ولكنها آلامي وآلامك المستحقة علينا. نعم، فلنبكِ على أنفسنا.



”فخرج وهو حاملٌ صليبه“ (يو 17:19):

يوحنا الرسول يوضِّح لنا أن سمعان القيرواني لم يحمل الصليب كل المسافة، إذ قام المسيح بحمل صليبه في الأول، ولما سقط تحت الصليب رفعوه عنه وأعطوه لسمعان القيرواني، لا رحمة بالمسيح، وإنما خوفاً من أن يموت في الطريق فلا يُتمِّمون شهوة حقدهم وغيظهم بصلبه!!

أودُّ لو نتأمل: لماذا سقط المسيح تحت الصليب؟

لقد أمضى نصف الليل في جثسيماني في الصلاة، وكان عرقه يتصبَّب كقطرات دم.

ثم جاء يهوذا مع أعوانه وقبضوا عليه وقُدِّم وحوكم أمام مجلس السنهدريم.

ثم ذهبوا به موثقاً لبيلاطس ليُصادِق على الحكم، فاستهزأ به ثم أرسله إلى هيرودس، وبعد فحصه أعاده هيرودس إلى بيلاطس مرة أخرى، حيث ضغط رؤساء الكهنة على بيلاطس بإثارة الشعب وبتهديده بمكر أنه إذا أطلقه يكون عدوًّا لقيصر! فأسلمه لهم ليُصلب بعد أن هزأ به عساكر الرومان غلاظ القلوب وجلدوه ووضعوا على رأسه إكليل الشوك، حينئذ خرج وهو حاملٌ الصليب!!

كم مرة خار في الطريق؟ لا ندري. كم مرة أُغْمِيَ عليه؟ لا ندري. إنها أُخفِيَت عنا ولم تُذكر لأنها أقسى من أن توصف!!



احملوا هذا الشرف:

نعم، احملوا الصليب. لا أقصد هذه الصلبان الذهبية المتلألئة على صدوركم علامة البذخ والترف، وإنما أقصد صليب الموت!! لأن ليس للصليب معنى إلاَّ الموت.

يسوع المسيح حمل الصليب لأنه كان مستعداً أن يموت عليه.

فكل مَن يحمل الصليب ولا يكون مستعدًّا أن يموت عليه فهو كذَّاب منافق، لم يكذب على الناس وإنما على الصليب.

مَن يحمل الصليب، عليه أن يستعد للموت. ومَن استعد للموت، عليه أن يحتمل آلام الصَّلْب وما قبل الصَّلْب. فقبل أن تحمل الصليب أعدد نفسك للآلام!

طوبى للإنسان الذي لا يخشى الموت، وأسعد منه هو الإنسان الذي مات عن العالم وصَلَبَ أهواءه مع شهواته!

شعر بذلك غريغوريوس الكبير فقال: ”وقفت على قمة العالم حينما شعرت في ذاتي أني لا أشتهي شيئاً ولا أخاف شيئاً“.



”يا أبتاه اغفر لهم“ (لو 34:23):

هذا هو تاج الصليب أن نُصلَب نحن، ولا نَصلِب أحداً معنا!!

كان لابد أن يقول المسيح هذا ويطلب المغفرة لصالبيه حتى لا يكون في صلبه صلبٌ لأحد، ولا يكون في موته موتٌ لأحد؛ بل يموت هو ليُعطي الحياة لجميع الناس!!

هذا هو الذي قال لنا: «أحِبُّوا أعداءكم. باركوا لاعِنيكم. أحسِنوا إلى مُبغضيكم، وصلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.» (مت 44:5)

احملوا الصليب، يا أحبائي، ولكن أعود فأقول ليس صليب الذهب ذو السلاسل الجميلة؛ ولكن صليب الموت، الموت عن العالم، الصليب ذو الآلام، وذو الصَّفْح والغفران.

ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين Empty رد: جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين

الإثنين مارس 30, 2009 2:59 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تأملات في أسبوع الآلام

ـ 3 ـ
جمعة الصلبوت
الأب متى المسكين

كتاب: تأملات في أسبوع الآلام (3)

جمعة الصلبوت
(مقالات وعظات كُتبت وأُلقيت في مناسبات متنوعة، ونُشرت ضمن طبعات كتاب: ”مع المسيح في آلامه حتى الصليب“ من سنة 1976 إلى سنة 2000).


*******

المقالة الثانية

في الموضع الذي يُقال له جلجثة




+ شركة في آلامه حوَّلت الخطية إلى توبة وإلى كرازة.
?lVl?




+ «فخرج وهو حاملٌ صليبه إلى الموضع الذي يُقال له ”موضع الجمجمة“، ويُقال له بالعبرانية ”جُلْجُثة“، حيث صلبوه (هناك)!» (يو 17:19و18)
l l l


منظرٌ لا يجوز لنا أن نتصوَّره بمشاعر الحزن خلواً من هيبة ألوهيته ومجد قيامته وفرحة لُقياه! لقد أخطأَتْ بنات أورشليم إذ بَكَيْنَ عليه! فسمعن منه هذا القول: «لا تَبْكِينَ عليَّ بل ابْكِينَ على أنفسِكُنَّ وعلى أولادِكُنَّ.» (لو 28:23)

ولكن لا نستطيع أبداً أن نتصوَّر الصليب بمشاعر الفرح خلواً من حزن شديد! وإلا نكون قد فقدنا معنى الصليب ونسينا تطهير خطايانا الأولى، وصرنا كواحد من أهل العالم الذين شاهدوا صلب يسوع باستهزاء وعدم مبالاة.

«الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح» (يو 20:16). نحن لا نبكي كإحدى الجاهلات اللاتي كُنَّ ينظرن إلى الرب كإنسان يموت عن نفسه، ولا نفرح مع العالم اللاهي لئلا نكون بشبه الصالبين!!
* * *


نحن تقابلنا مع المسيح في جثسيماني وقلنا إن شركة الآلام هي تقابُل ما بعده تقابُل. وتأكَّدنا أنه منذ تلك الساعة صارت آلامنا تُحسب مع آلام المسيح ذبيحة حب وفرح، وشركة في مجد الأُلوهة. فما بالنا نقول الآن إنه ينبغي أن نتألم ونحزن ونبكي؟

نقطة التلاقي الأولى: ألم الصليب:

نعم، يجب أن نلتقي مع الصليب، ففيه مذَّخر لنا حزن واكتئاب كثير، لأن لنا فيه مصدر تبكيت بسبب خطايانا الحاضرة. مَن ذا يستطيع أن يدنو من الصليب ولا يحس بخطاياه وينظرها أمامه حاضرة؟

نحن لا نبكي المسيح على الصليب؛ بل نبكي أنفسنا التي لم تنتفع بعد من عار الصليب وعذاب المسيح!

نحن لا نتألم لأن المسيح تألم! ولكننا نتألم لأن المسيح تألم ونحن لا زلنا نلهو.

نحن لا نحزن لأن المسيح شرب المُر على الصليب! ولكننا نحزن لأننا لم نَرْعَوِ ولم نعتبر ذلك، ولا زلنا نشرب من ملذَّات الدنيا.

نحن لا نجزع حينما نتصوَّر كيف ضغطوا إكليل الشوك على رأس المسيح، وانغرست أشواكه في رأسه وجبهته وسال الدم من هنا ومن هنا إمعاناً في احتقار ملوكيته! ولكننا نجزع حينما نتصوَّر ذلك ونحن لا نزال نسعى وراء أمجاد الدنيا وتكريم الوظيفة وعلو الدرجات!

نحن لا نرتعب من منظر المسامير وهي تُدَقُّ في اليدين والقدمين على الخشبة! بل نرتعب لما نذكر ذلك ونتذكَّر كيف امتدَّت أيدينا للسرقة والرشوة وإمضاء الزور والإساءة إلى الأبرياء، ولا تزال تمتد!

هذه هي شركة آلامنا في الصليب، حيث يصير الصليب خشبةَ تبكيتٍ وآلام ومصدرَ حزنِ توبةٍ للحياة.

+ «الآن أنا أفرح، لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة... لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشِئ توبةً لخلاصٍ بلا ندامة.» (2كو 9:7و10)

كذلك نحن مدعوُّون أن نكون شركاء في آلام المسيح، لا بمعنى أن نحمل عنه آلامه أو نشاطره أحزانه ـ إذ هذا تفسير جدَّ خاطئ ـ بل بمعنى أن نكون مستعدِّين أن نقبل مثله ألم الرسالة واضطهاد الحق وضيق الكرازة، في كل ما يأتي علينا؛ حيث تُحسَب لنا هذه كلها كتكميل لآلام المسيح، أو كاشتراك بنصيب متواضع في أحزان الصليب: «وأُكَمِّل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده، الذي هو الكنيسة.» (كو 24:1)

إذن، ففي ذِكرى آلامه نحن مدعوُّون، لا أن نبكي عليه بل أن نبكي معه، بأن نحمل صليبنا ونتبعه ونضيف آلامنا على آلامه!

وحينما تقرأ الكنيسة أناجيل الصَّلْب بنغمة الحزن، فلنتذكَّر أننا مدعوُّون أن نسير مسيرته ونُهان إهانته ونُطرد مثله ونخرج «حاملين عاره.» (عب 13:13)

هكذا نتألم، وهكذا نعرف آلام المسيح وعار الصليب.

فهي إما تُنشئ فينا حزناً للتوبة والخلاص،

وإما تُنشئ فينا حزناً على الخراف الضائعة.

نقطة التلاقي الثانية: فرح الصليب:

هي ليست نقطة ثانية، لأنها كائنة بالأولى. فشركة آلامنا في الصليب قائمة أساساً على الفرح والعزاء.

فنحن إما نحزن ونتألم للتوبة، وأحزان التوبة تُنشئ فرحاً ما بعده فرح، فالكتاب يصفه أنه ”بلا ندامة“ لأنه فرح اللُّقيا بوجه المسيح لقيامة وحياة في الخلود. وإما نحزن ونتألم في الخدمة والكرازة، وأحزان الكرازة عزاء ما بعده عزاء لأنه تكميل لرسالة الصليب وبه نؤهَّل أن نكون من التلاميذ أو التابعين: «قد امتلأت تعزية وازددتُ فرحاً جداً في جميع ضيقاتنا. لأننا لما أتينا إلى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مُكتئبين في كل شيء. مِن خارج خصومات، مِن داخل مخاوف. لكن الله الذي يُعزِّي المتضعين عزَّانا... بسببكم.» (2كو 4:7ـ7)
* * *


أعماق:

نعم، وكما أن آلام الصليب لا يبلغ أعماقها إنسان، مهما كانت توبته قوية أو مهما كانت خدمته دامية؛ هكذا فأفراح الصليب قائمة بهذه النسبة عينها. وكل ما نعرفه أنه كلما ازدادت آلام الصليب في حياتنا، ازدادت التعزية بالضرورة: «لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً.» (2كو 5:1)

وليُدرك القارئ أن النسبة مطلقة، إنْ في الألم أو في الفرح، فلا ينزعج من الألم إذا كثُر وتجاوز الحدّ، فليس للألم حدود. ولكن عليه أن يُدرك أن عدم محدودية الألم هي عينها التي تُنشئ فرحاً لا يُنطق به ومجيداً!

فإن كانت آلامنا هي بلا حدود، فلكي تكون أفراحنا بلا حدود، ونحن الرابحون.

وإن كانت الآلام الشديدة تُنشئ إحساساً بالموت، فالإحساس بالموت يُنشئ إحساساً بحياة المجد.

ولكن لينتبه القارئ جداً، لأنه إذا لم يُنشئ الألم فرحاً ملازِماً وعزاءً حاضراً، فليُدرك أنه يتألم خارج آلام المسيح! ويكون متغرِّباً عن شركة آلام الحياة.

احذر، أيها القارئ، أن تقبل ألماً لا تجد فيه عزاءً، لأنه هو هو ألم الخطية الذي يورِّثك الهمّ والقلق والحزن المُفسِد الذي ينتهي بك إلى المرض والهلاك. فإذا أوقدت شمعة الضمير وفتَّشت في أعماق هذا الألم الخبيث تجده ولابد مُتسبباً عن شيء في الذات، إما أنانية، أو بغضة، أو حسد، أو حقد، أو كبرياء، أو خوف من الموت. وهذه الجذور سامة تغذِّي الذات بعصير الآلام المفسدة.

واعلم أنه ليس في المسيح ألم بلا تعزية، ولا عزاءٌ بلا ألم.

فقد زرع المسيح جسده في وسط الآلام، وأخرج لنا منها ثمرة مُبهجة للحياة.

+ «فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم.» (مز 8:107)

يا إخوة لا تتألموا خُلْواً من فرح، كبنات أورشليم الجاهلات؛ ولا تفرحوا خُلْوا من الآلام، كالصالبين أو كأحد المستهزئين.
* * *


السلام للصليب قوة التوبة لخلاص بلا ندامة.

السلام للصليب قوة الكرازة وعزاء الرعاية.
V V V
صلاة


آلام، نزيف، عطش، دوار وغصَّة وتسليم الروح.

وأخيراً وقعت حبة الحنطة بإرادتها وماتت!

ــ الآن عرفتُ معنى المحبة.

ــ ومعنى الغلبة على العالم.

ــ أُقدِّم لك، يا سيدي، قوتي إكراماً لجروحك النازفة،

ــ وصحتي وشبابي أضعهما تحت قدميك الداميتين،

ــ ومالي أضعه في يديك المجروحتين.

ــ سأصوم إكراماً لعطشك.

ــ سأفرح في أمراضي إكراماً لآلامك.

ــ سأبذل حياتي لذكرى موتك.

ــ سأبذلها في الخفاء، وعند الضرورة في العَلَن.
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين Empty رد: جمعة الصلبوت ( 3 ) مقالات للاب متى المسكين

الإثنين مارس 30, 2009 3:00 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تأملات في أسبوع الآلام

ـ 3 ـ
جمعة الصلبوت
الأب متى المسكين

كتاب: تأملات في أسبوع الآلام (3)

جمعة الصلبوت
(مقالات وعظات كُتبت وأُلقيت في مناسبات متنوعة، ونُشرت ضمن طبعات كتاب: ”مع المسيح في آلامه حتى الصليب“ من سنة 1976 إلى سنة 2000).


*******

المقالة الثالثة
موتٌ على موت
أو سرُّ القيامة الحقيقية
(من مذكرات في حياة التوبة)
?¬W¬


منظر المسيح خارجاً من أورشليم حاملاً الصليب وحوله بعض من أقربائه وتلاميذه يشيِّعونه حيث تعيَّن أن يُصلَب، منظر كله عار وفضيحة، ولكن المسيح احتمله من أجل السرور الموضوع أمامه (عب 2:12). هذه كانت أحرج ساعة في حياة المسيح، ساعة الخروج من أورشليم وعلى أن لا يعود إليها. هذه الساعة الحرجة كانت معروفة مُسْبقاً لدى السماء كلها وكانت موضوع حديث بين أرواح قديسي العهد القديم المنتظرين فداء العالم وخلاصه: «وإذا رجلان يتكلَّمان معه، وهما موسى وإيليا، اللذان ظهرا بمجدٍ، وتكلَّما عن خروجه الذي كان عتيداً أن يُكمِّله في أورشليم.» (لو 30:9و31)

كان خروجه من أورشليم بمثابة خروجه من العالم المنظور، وكان الصليب آلة العبور من العالم إلى خارج العالم. فالخروج من العالم لا يتم طبيعياً بالنسبة للذين أبغضوا العالم وجحدوه، فلابد أن ينتقم العالم من الذين يحتقرونه ويستهزئون به: «إن كان العالم يُبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يُحِبُّ خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يُبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبدٌ أعظم من سيِّده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهِدونكم.» (يو 18:15ــ20)

هذا الكلام قاله يسوع قبل الصليب وقبل المحاكمة وقبل انكشاف خطة القبض عليه وتلفيق التُّهَم واستحضار شهود الزور، وقبل ظهور بوادر الخيانة التي اضطلع بها تلميذه، كصورة للعالم حينما يُسخِّر أقرب المقرَّبين لتعذيب نفوس القديسين. فالمسيح كان يعلم تماماً ماذا أُعِدَّ له من العالم من بغضة وحقد وخطة مُحكمة لتعذيبه والتنكيل به قبل التخلُّص منه: «وأخذ الاثني عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتمُّ كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان، لأنه يُسلَّم إلى الأمم، ويُسْتَهْزَأُ به، ويُشتَم ويُتْفَل عليه، ويجلدونه، ويقتلونه...» (لو 31:18ــ33)، «فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه.» (يو 4:18)

فالذي يهمنا أن نعلمه تماماً هو أن المسيح لم يكن يستغرب سلوك العالم ضده، بل هو نفسه أعلم تلاميذه أنه لابد أن يصطدم العالم بكل مَن يخرج عليه، ولابد أن يحتقر العالم كل مَن يحتقره، ويستهزئ بكل مَن يستهزئ به. هذا هو عار الخروج الحتمي.

هذا العار حمله المسيح وهو راضٍ عنه كل الرضا، لأنه قد وَضَعَ في نفسه منذ البدء أن يقف ضد العالم ويبغض أعماله الشريرة، وقد عَلِمَ ماذا ينبغي أن يدفع ثمناً لهذا السلوك!

فالعار الذي كان يرمز إليه الصليب الذي حمله المسيح وهو خارج من العالم كان ثمناً حتمياً لخروجه عن العالم. وهكذا صار العار الذي في الصَّلْب، أي الموت العلني مع التعرية الكاملة من كل كرامة، مع الإضافات الجانبية إن أمكن لتكميل الهُزء والتشفِّي من جَلْد وبُصاق ولطم الوجه والضرب على الرأس، هو ما يمكن أن ينتظره الإنسان الخارج على العالم، الذي نوى أن يطلب المسيح فقط وعزم أن يتبعه!!

وهذه الحقيقة قد جعلها المسيح قاعدة عامة ينبغي أن توضع في الاعتبار الأول عند كل مَن ينوي أن يخرج من العالم ليأتي إليه: «ومَن لا يحمل صليبه ويـأتي ورائي فـلا يقدر أن يكون لي تلميذاً» (لو 27:14)، «اتبعني حاملاً الصليب» (مر 21:10)، «مَن أراد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (مر 34:8)، «وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني.» (لو 23:9)

هذا هو ما يعنيه الرسول بولس بقوله: «لنخرج إذاً إليه... حاملين عاره» (عب 13:13). عار المسيح كان نموذجاً مستوفياً لكل أنواع المهانة والمذلَّة، غير أن لكل إنسان صليباً معيناً. أي أن لكل إنسان عاره الذي يتفنَّن العالم كيف يُصيغه له من كل صنوف الهوان التي يكرهها.

والذين يريدون أن يتبعوا الرب، لا يستعفون من صليبهم؛ بل يزيدون عليه ويزيِّنونه بأنواع أخرى من الحرمان والتقشُّفات وبالصوم لإذلال النفس الإرادي: «أما أنا... أذللتُ بالصوم نفسي» (مز 13:35). لأنه معروف من قول الرسول ومن حياة القديسين ومن الاختبار، أنه بقدر ما يُذلَّل الإنسان ويموت بغير إرادته وبإرادته معاً، بقدر ما يحس بالحياة الأبدية تنبعث في أعماقه ويعيشها يوماً فيوماً.
U U U


أتبعك، يا رب، فقط عرِّفني إلى أين أنت ذاهب؟

+ «قال له توما: يا سيد، لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟» (يو 5:14)

لم يكن توما يعلم أنه مدعوٌّ للصليب والموت. كان يظن أنه مدعو للملكوت مباشرة، طالما هو يتبع المسيَّا؛ ولكن الحقيقة التي كان ينبغي أن يعرفها توما، والتي يتحتَّم أن يقبلها كل مَن يتبع المسيح أن الصليب أولاً ثم الملكوت. الموت الاختياري مع المسيح أولاً ثم الحياة معه.

+ «وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني.» (لو 23:9)

المسير وراء المسيح لا يُقتحَم اقتحاماً، ولا يُنَال بحياة الليونة والتَّرَف، ولا بمجرد الصلاة وممارسات العبادة الطقسية؛ ولكنه يستلزم أولاً إنكاراً للنفس، أي تجريداً للذات من كل عوامل الظهور والمجد الباطل وحرمانها من تمتعاتها التي تزيدها التصاقاً بالدنيا وباللحم والدم وتراب الأرض.

هذه كلها بمثابة الموت الداخلي الذي هو الموت الإرادي، ثم اللاإرادي، ثم بعد ذلك يتفرغ الإنسان ليحمل الصليب كل يوم، أي يُباشِر احتمال إهانات العالم المحيط ومظالم البيئة والظروف وعتوّ الأشرار، وخيانة الأقرباء والأصدقاء والتلاميذ، والأمراض المؤلمة واضمحلال الجسد، والمحن، تلك التي يتفنن الشيطان ويسوقها على الإنسان في أحرج ظروفه، جاهداً لعلَّه يطرحه في الشكّ وجحود الإيمان. هذه كلها بمثابة الموت الخارجي، الذي هو الموت غير الإرادي.

ولكن بدون الموت الداخلي، أي الموت الإرادي، أي إنكار النفس، يستحيل على الإنسان أن يقوى على حمل صليبه كل يوم ويتبع الرب، أي يستحيل عليه أن يحتمل الموت الخارجي الذي هو الموت اللاإرادي. لذلك فإن الرب، بحكمة، قدَّم في وصيته إنكار الذات قبل حَمْل الصليب.

فلكي يتبع الإنسانُ الربَّ، عليه أولاً أن يُباشِر الموت الإرادي أي إنكار النفس، حتى يستطيع أن يحمل الصليب الاضطراري.

الموت الداخلي شاقٌّ، أشقَّ من الموت الخارجي. إنكار الذات وجحدها وإماتتها أصعب من احتمال الإهانات والمظالم والمحن. ولهذا فالذي يستطيع أن يُنكر نفسه ويجحد ذاته، يستطيع أن يحتمل أصعب الإهانات؛ بل ويفرح بالمظالم والمحن! أما الذي يحب نفسه ويُدلِّل ذاته فربما يحتمل الإهانة مرة ومرتين، ولكنه لا يحتمل الإهانة كل يوم!!

الذي يجوز الموت الداخلي وينجح، يسهل عليه أن يحمل الصليب كل يوم مهما ثقل، ويتبع الرب ليس إلى المحاكمة كيوحنا، بل إلى الجلجثة ثم إلى الملكوت، ليكون حيث يكون المسيح. ممارسة الموت الداخلي للنفس هي بالحقيقة ممارسة حياة إنسان ميت!!

لأن المطلوب أن يمارِس الإنسان كل فكر وكل عمل وكل شيء في الحياة كميت بالنسبة لنفسه وبالنسبة للناس، وكحيٍّ فقط بالنسبة للمسيح: «كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام.» (2كو 15:5)

أما ممارسة الموت الخارجي اللاإرادي إنما يأتي تأكيداً للموت الداخلي واكتشافاً لصحته، هل قد مات الإنسان فعلاً عن ذاته وعن جسده وعن العالم؟ فإن تطابَق الموت اللاإرادي على الموت الإرادي، كان هذا أعظم برهان للإنسان أنه يعيش مع المسيح!!!

ما أعظم ما يحتاج الإنسان في قبول الموت اللاإرادي، إنه جوهر الحياة المسيحية، إنه القيامة: «اتبعني».

+ «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً... أخلى نفسه، آخِذاً صورة عبد (الموت الداخلي)... وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب (قبول الموت الأخير الخارجي).» (في 5:2ــ8)
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى