الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:13 pm

[b]أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير



عشية
باكر
قراءات القداس


مز 27 : 13 ، 14

لو 12 : 22 - 31

مز 31 : 23 ، 24

مت 22 : 1 - 14

أفسس 6 : 10 - 24

يع 4 :7 - 17

أع 25 : 13 – 26 : 1

مز 105 : 3 – 5



يو 4 : 1 - 42


البولس من أفسس 6 : 10 – 24
الجهاد الروحي

[/b]



إذ رفع من شأن الكنيسة فأعلن بإتحادها بالسيد المسيح، بكونها جسده، وأوضح أنها حياة غالبة، لها سماتها الفائقة التي تتجلى في حياة أولادها سواء في حياتهم التعبدية أو علاقاتهم الزوجية أو الأسرية أو خلال العمل اليومي، فقد دفع السيد المسيح ثمن هذه الحياة: حياته المبذولة حبًا من أجلنا! هذا ما أكده الرسول بولس خلال هذه الرسالة بوضوح وقوة. والآن قبل أن يختم رسالته أراد إبراز دورنا الإيجابي إذ نتعرض لهجوم عنيف لا من البشر وإنما من إبليس، لأن قيام الكنيسة كمملكة للمسيح فيه تحطيم لمملكة الظلمة وانهيار لكيانها؛ لذا جاء الحديث صريحًا عن مقاومة عدو الخير لنا والتزامنا بالتسلح روحيًا ضد الظلمة حتى نمارس حياتنا الكنسية النامية.

يقول الرسول:

"أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.

الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.

فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ،

بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ،

عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" [ 10 – 12 ]

ويلاحظ في هذا النص الأتي:

أولاً: إذ عرف كل مؤمن موقعه في الكنيسة، سواء كان كاهنًا أو من الشعب، سواء كان زوجًا أو زوجة أو ابنًا أو والدًا أو والدةً، سواء كان عبدًا أو سيدًا. لكل عضو تمايزه ومواهبه، ولكلٍ وصيته الخاصة به التي تناسب موقعه، لكن هنا وصية عامة يلتزم بها جميع الإخوة كأعضاء في جسد الرب، ألا وهي "تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ" [ 10 ] الكل إخوة، بكونهم أعضاء في الجسد الواحد، وإن حمل الكهنة نوعًا من الأبوة الروحية لأبنائهم في الرب كما يحمل الآباء حسب الجسد أو بالتبني لأولادهم. فإن الكل يحمل نوعًا من الأخوة. خلال هذه الأخوة العامة يشترك الجميع في حربٍ واحدةٍ ضد عدوٍ مشتركٍ يحاول تحطيم الكل.

+ "أَخِيرًا تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ" ... إذ يوشك المقال على الانتهاء كعادته يتجه إلى هذا (الحديث عن الجهاد الروحي).

انظروا، إذ ينتزع (فوارق) الأعمال المتنوعة، يسلحهم ويقودهم إلى الحرب (الروحية). فإنه إذ لا يقتحم احد وظيفة غيره، إنما يبقى في موقعه، يكون الكل قد تدبّر حسنًا.

"تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ" ، بمعنى "في الرجاء" الذي لنا في الرب خلال عونه لنا... ضعوا رجاءكم في الرب، فيصير كل شيء سهلاً.

"الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ" [ 11 ] . لم يقل ضد المحاربات، ولا ضد العداوات، وإنما ضد "المكايد". فإن هذا العدو لا يحاربنا ببساطة علانية وإنما خلال المكايد. ماذا يعني بالمكايد؟ أي بالخداع... إبليس لا يقترح علينا الخطايا في ألوانها الطبيعية... إنما يعطيها ثيابًا أخرى، مستخدمًا المكائد...

الآن، بهذه الطريقة يثير الرسول الجنود (الروحيين) ويحثهم على السهر ويثقفهم، موضحًا لهم أن جهادنا (الروحي) يمثـل أحد الحروب الماهرة، فنحن نقاتل ضد عدوٍ ليس بسيطًا ولا مباشرًا وإنما نقاتل عدوًا مخادعًا.

في البداية أثار الرسول التلاميذ ليضعوا في اعتبارهم مهارة إبليس، بعد ذلك تحدث عن طبيعته وعن عدد قواته. لم يفعل ذلك ليحطّم نفسية الجنود الذين تحته وإنما لكي يحمسهم ويوقظهم ويظهر لهم مناوراته، مهيئًا إياهم للسهر، فلو أنه عدّد بالتفصيل قوة العدو ثم توقف عن الحديث لتحطمت نفسيتهم... لكنه قبل أن يعرض ذلك وبعد العرض أيضًا أظهر إمكانية النصرة على عدو كهذا، مثيرًا فيهم روح الشجاعة. وبقدر ما أوضح قوة أعدائنا بالأكثر ألهب غيرة جنودنا (للجهاد الروحي).

"فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" [ 12 ]

إذ تحدث عن الأعداء أنهم شرسون أضاف أنهم يسلبوننا البركات العظيمة، ما هذا؟ الصراع يقوم "في السماويات"،فهو ليس صراعًا من أجل الغنى أو المجد وإنما لاستعبادنا. لهذا فإنه لا مجال للمصالحة هنا في هذا الصراع... الصراع يكون أكثر شراسة كلما كان موضوعه هام، فإن كلمة "في السماويات" تعني "من أجل السماويات". الأعداء لا يقتنون شيئًا بالغلبة علينا إنما يجردوننا... (عدو الخير) يبذل كل الجهد ليطردنا من السماء.
القديس يوحنا الذهبي الفم



ثانيًا: يشرح القديس يوحنا الذهبي الفم تعبير "وُلاَةِ الْعَالَمِ" [ 12 ]قائلاً: [دعاهم "وُلاَةِ الْعَالَمِ" ليس لأن لهم سلطانًا على العالم، وإنما لأن الكتاب المقدس اعتاد دعوة الممارسات الشريرة بـ "العالم". فكمثال يقول المسيح: "ليسوا من العالم كما إني أنا لست من العالم" (يو ١٧: ١٦). ماذا؟ ألم يكونوا من العالم؟ ألم يلتحفوا جسدًا؟ ألم يكونوا بين الذين هم في العالم؟ مرة أخرى يقول: "لا يقدر العالم أن يبغضكم ولكنه يبغضني" (يو٧: ٧)... هكذا يقصد الرسول هنا بالعالم الناس الأشرار، إذ تحمل الأرواح الشريرة سلطانًا خاصًا عليهم.]

هنا يوضح الرسول بولس أن حربنا ليست ضد إنسانٍ، إنما نحمل العداوة ضد إبليس العدو العام ضد كل البشرية. وكما يقول القديس أغسطينوس: [مصارعتنا ليس ضد البشر الذين نراهم يغضبون علينا، إذ هم ليسوا إلاَّ أوانٍ يستخدمها غيرهم، هم أدوات في يدّ الآخرين.]

ثالثًا: إن كان الأعداء الحقيقيون غير منظورين، لكننا ننال الغلبة عليهم خلال جهادٍ ملموسٍ أو كما يقول القديس أغسطينوس ان القديسين يربحون النصرة على الأعداء غير المنظورين خلال الأمور المحسوسة.

رابعًا: واضح من حديث الرسول أن الحرب ليست فقط شرسة ولكن إذ طرفها إبليس الذي لا ينام، فإنها مستمرة ودائمة ضد كل المؤمنين المجاهدين. لذا يقول القديس چيروم: [هل يظن أحد أننا في أمان، وأنه من الصواب أن ننام لمجرد نوالنا العماد؟.]

خامسًا: قدم لنا الرسول بولس عدة حربية روحية يتسلح بها المؤمن بالكامل لينال الغلبة والنصرة، قائلاً:

"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ،

لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ،

وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا" [ 13 ] .

هذه العدّة في حقيقتها روحية، وكما يقول القديس أمبروسيوس: [يلزمنا ألاَّ نفكر في أسلحة الجسد بل تلك التي هي قديرة أمام الله.]

مركز السلاح أو جوهره هو تجلي السيد المسيح نفسه في داخلنا، هو الذي غلب عدو الخير ويبقى غالبًا له خلالنا... السيد المسيح نفسه هو سلاحنا وغلبتنا ونصرتنا على إبليس وجنوده.

+ يوجد سلاح لخلاصنا مادام يوجد المسيح.
القديس أمبروسيوس



+ عدة أسلحتنا هي المسيح.
القديس أغسطينوس



+ لسنا نجهل أن الأرواح جميعها ليست في نفس الشراسة والنشاط، ولا في نفس الشجاعة والخبث، فالمبتدئون والضعفاء من البشر تهاجمهم الأرواح الضعيفة، فإذا ما انهزمت تلك الأرواح تأتي من هي أقوى منها لتهاجم جنود المسيح.

ويصعب على الإنسان بقوته أن يقاوم، لأنه لا يقدر أحد من القديسين أن توازي طاقته خُبث هؤلاء الأعداء الأقوياء الكثيرين، أو يصد هجماتهم أو يحتمل قسوتهم ووحشيتهم، ما لم يرحمه المصارع معنا ورئيس الصراع نفسه الرب يسوع، فيرد قوة المحاربين، ويصد الهجوم المتزايد، ويجعل مع التجربة المنْفَذ قدر ما نستطيع أن نحتمل (١كو ١٠: ١٣).
الأب سيرينوس



سادسًا: إذ سألنا الرسول أن نقاوم في اليوم الشرير، أي في لحظات التجربة المرة، يليق بنا أن نتمم جهادنا المستمر حتى يتحقق ثباتنا، وتُعلن نصرتنا الكاملة، إذ يقول: "وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا" [ 13 ] .

مع كل تجربة يصبها العدو لتحطيمنا نجاهد، فننمو ويتحقق بالأكثر ثباتنا، وهكذا يبقى العدو يحارب، ونبقى نحن نجاهد بالرب، فتنهار مملكة إبليس ويثبت ملكوت الله فينا.

+ تسقط الأرواح في الحزن، وإذ تريد هلاكنا تهلك هي بواسطتنا بنفس التهلكة التي يرغبوها لنا. ولكن لا تعني هزيمتهم أنهم يتركوننا بغير رجعة...

إذ تهلك قواهم ويفشلون في صراعهم معنا، نقول: "فليخزَ وليخجل الذين يطلبون نفسي لإهلاكها، ليرتد إلى الوراء ويخز المسرورين بأذيتي" (مز ١٤: ٤). وأيضًا يقول إرميا: "ليخز طارديّ ولا أخزى أنا، ليرتعبوا هم ولا أرتعب أنا، أجلب عليهم يوم الشر واسحقهم سحقًا مضاعفًا" (إر ١٧: ١٨)، إذ لا يقدر أحد أن يشك في أنه متى انتصرنا عليهم يهلكون هلاكًا مضاعفًا.
الأب سيرينوس



+ أنا أعلم يا إخوتي أن تلك الجراحات التي نتقبلها من أجل المسيح ليست مدمرة للحياة بل بالحري معينة للحياة.
القديس أمبروسيوس



+ " لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا" [ 13 ]

يقصد باليوم الشرير الحياة الحاضرة، إذ يدعوها أيضًا: "العالم الحاضر الشرير" (غلا ١: ٤)، وذلك بسبب الشر الذي يُرتكب فيها...

يقول "تتموا كل شيء" أي تقاوموا كل الأهواء والشهوات الدنسة وكل ما يقلقنا. هنا لا يتحدث عن مجرد ممارسة الأعمال وإنما إتمامها، بمعنى أننا بعد ما نُقتل (بالخطايا) نثبت. فإن كثيرين يسقطون بعد نوالهم النصرة... أما نحن فيلزمنا أن نثبت بعد النصرة. فقد يضُرب عدو لكه يقوم ثانية إن لم نثبت.

إن قام الأعداء (الروحيون) ثانية فإنهم يعودوا فيسقطون إن كنا ثابتين.

ما دمنا لا نتزعزع لا يقوم العدو من جديد.

"الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ"؛ ألا تراه كيف ينزع كل خوف؟ فإن كان ممكنًا بعد إتمام كل شيء أن نثبت، فإن وصفه لقوة العدو لا يخلق جُبنًا وخوفًا بل ينتزع كل استرخاء.

يقول: "لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ"، مقدمًا لهم تشجيعًا من الزمن بكونه مقصرًا (إذ يدعوه يومًا واحدًا)، فالأمر يحتاج إلى ثبات دون وهن إذ تحدث غلبة.القديس يوحنا الذهبي الفم


عدل سابقا من قبل ماير في السبت مارس 21, 2009 3:18 pm عدل 2 مرات
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty رد: أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:13 pm
سابعًا: إذ أعلن الرسول عن المعركة الروحية الحقيقية وأبرز من هو العدو وما هي قدراته الفكرية المخادعة وإمكانياته كما ألهب قلبنا بالشوق للنصرة والثبات فيها خلال عبورنا هذه الحياة الحاضرة كيومٍ واحدٍ قصيرٍ، الآن يصّور لنا العدة الروحية التي تكسو كل كياننا فتحفظنا من ضربات العدو.

هذه العدة الروحية هي:

أ. "فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ" [ 14 ] .

يبدأ حديثه عن هذه العدة الروحية بكلمة "اثبتوا"، والثبات هو في ذاته جزء أساسي وحيوي حتى أثناء الجهاد في الأمور الزمنية، إذ يمثل عدة داخلية يلتزم أن يتسلح بها كل إنسان مجاهد في حياته؛ بدون هذا الثبات يسقط الإنسان في اليأس وينهار أمام أية صعوبة ولا يحقق غايته.

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمة "اثبتوا" بالقول:

[أول ملامح التحركات الحربية (الروحية) أن تعرف كيف تثبت، فإن أمورًا كثيرة تتوقف على هذا. لذلك كثيرًا ما تحدث عن الثبات، فيقول في موضع آخر:

"اسهروا، اثبتوا" (١ كو ١٦: ٣)...

"اثبتوا هكذا في الرب" (في ٤: ١)...

"من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (١كو ١٠: ١٢)...

"بعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا" (أف ٦: ١٣).

بلا شك لا يقصد مجرد الثبات بأية كيفية، وإنما في الطريق السليم، ذلك كما أن كثيرين لهم خبرات في الحروب يعرفون في المركز الرئيسي كيف يثبتوا. فإن كان في حالة الملاكمين والمصارعين يطلب المدرب من اللاعبين الثبات قبل كل شيء، فكم بالأكثر في حالات الحروب والأمور العسكرية؟!

الإنسان الذي يثبت بمعنى الكلمة يكون مستقيمًا، فلا يقف متراخيًا، ولا يتكيء على شيء.

الاستقامة التامة تعلن عن ذاتها بالثبات، فإن المستقيمين بالكمال يثبتون أما الذين لا يثبتون فلا يمكن أن يكونوا على حق ولا منظّمين بل "مشوشين".

الإنسان المترف لا يثبت باستقامة بل يكون منحنيًا، وهكذا الشهواني ومحب المال.

من يعرف كيف يثبت، بثبوته ذاته كما من ينبوع خاص به يجعل كل جهاده سهلاً بالنسبة له.]

أما قوله: " مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ" فيحمل بلا شك مفهومًا رمزيًا. فالجندي الروماني كان يشد وسطه بمنطقة جلدية على حقويه، مُثبت عليها صفائح فولاذية أو حديدية. هذه المنطقة يشدها الجندي كأول استعداد له للدخول في المعركة، فهي من جهة تعطي شيئًا من الصلابة لظهره، كما تساعده على سرعة الحركة فلا تعوقه ملابسه، وأيضًا كانت تحمي بعض أجزاء جسمه. ويرى كثير من الآباء أن الحقوين يشيران إلى الشهوة الجسدية، وشّدهما بالمنطقة يشير إلى ضبط الشهوة أو إلى العفة.

ما الذي يسندنا في عفتنا سوى رفض الباطل وقبول "الحق" الذي هي السيد المسيح، مصدر نقاوتنا وعفتنا، لذا يقول الرسول: "مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ". المسيح الحق هو ضابط أجسادنا ومقدسها لتعمل مجاهدة لحساب الملكوت عوض انشغالها بالباطل.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن حصنا أنفسنا بذلك، إن منطقنا أحقاءنا بالحق، لا يقدر أحد أن يغلبنا. من يطلب تعليم الحق لن يسقط على الأرض.]

ب. "وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ" [ 14 ] .

إن كان السيد المسيح المصلوب هو الحق الذي نتمنطق به فنحارب شهوات الجسد ونغلب عوض الفلسفات الباطلة التي قد تشغل الذهن لكنها تعجز عن تقديم الحياة العفيفة في الرب، هكذا هو أيضًا "برّنا" الذي نلبسه كدرع يحمينا من ضربات السيف وطعنات الرماح والسهام القاتلة.

كان الدرع العسكري الروماني يمتد من العنق إلى الركبة، من زرد أو حراشيف معدنية متصلة تحمي المحارب من ضربات العدو.

v كما أن الدرع لا يمكن اختراقه هكذا البرّ، هنا يقصد بالبرّ حياة الفضيلة الجامعة. فمثل هذه الحياة لا يقدر أحد أن يغلبها، حقًا قد يجرحه أحد لكن لا يقدر أحد أن يخترقه ولا حتى الشيطان نفسه.

كأنه يقول ليثبت البرّ في الصدر، ويقول المسيح: "طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ فإنهم يشعبون" (مت ٥: ٦). هكذا يكون ثابتًا وقويًا كما بدرع.
القديس يوحنا الذهبي الفم



ج. "وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ" [ 15 ]

هكذا يتسلح المؤمن بأسلحة روحية تمس كل كيانه حتى قدميه، وكما يقول الشهيد كبريانوس: [لنتسلح أيها الإخوة المحبوبون بكل قوتنا، ونستعد للمعركة بذهن غير فاسد وإيمان مستقيم، وشجاعة جادة. ليذهب معسكر الله إلى أرض المعركة المعدة لنا... ليته حتى الساقطين أيضًا يتسلحون، لعلهم يعودون فيربحوا ما قد خسروه....]

إن كانت المنطقة تؤهل الجندي للحركة بلا عائق وسط الميدان فإن الحذاء ضروري لسرعة الجري في الحروب القديمة وأيضًا للوقاية من الزلق ولتسلق الجبال حيث كانت النعال العسكرية تحمل مسامير بارزة الكرات للوقاية.

لن نستطيع السير بسرعة وسط المعركة التي يثيرها العدو ما لم يكن إنجيل السلام حافظًا لأقدامنا الروحية، لنتحرك حسب مشيئة الله وإنجيله.

بينما يثير العدو الحرب ضدنا نحتذي نحن بإنجيل السلام، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أظهر لنا أن الصراع ضد الأرواح الشريرة يستلزم إنجيل السلام... فإن حربنا ضدهم تنهي حربًا أخرى، أي تهني الحرب التي بيننا وبين الله. حين نكون في حربٍ ضد إبليس نكون في سلام مع الله. لذلك لا تخف أيها الحبيب، إنه "إنجيل" أي أخبار مفرحة، تهب نصرة.]

د. "حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ،

الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ" [ 16 ]

إذ كان العدو لا يكف عن تصويب سهام ليست معدنية، وإنما نارية ملتهبة تقتل النفس، فإن الإيمان هو الترس الذي يحطم هذه السهام ويطفيء لهيبها. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما أن الترس يُوضع أمام الجسد كله بكونه نوعًا من الحاجز، هكذا أيضًا بالنسبة للإيمان حيث يخضع كل شيء له... فإن هذا الترس لا يقدر أن يقاومه شيء. اسمع ما يقوله المسيح لتلاميذه: "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" (مت ١٧: ٢٠)... يُقصد أيضًا بسهام الشرير الملتهبة التجارب والرغبات الفاسدة، أما كونها "ملتهبة" فهي سمة هذه الرغبات. فإن كان الإيمان يسيطر على الأرواح الشريرة فبالأولى يستطيع أن يسيطر على شهوات النفس.]

هـ."وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ" [ 17 ]

إن كانت الخوذة هي الواقية للرأس، فإن انشغالنا بالخلاص، ورجاءنا في التحرر من العقوبات الآتية والتمتع بالميراث السماوي الأبدي هو الخوذة الروحية التي تحمي رأسنا أي إيماننا بالسيد المسيح الرأس.

أما سيف الروح الذي نمسك به لنحارب فهو كلمة الله، به نضرب في داخلنا فنعزل بقوة بين ما هو لله وما هو خارج الله، به نبتر في داخلنا كل فساد ونلقي به خارجًا، كلمة الله كالسيف يجرح لكنه يشفي!

يرى الأب بينوفيوس ان هذا السيف، كلمة الله، يجب أن يسفك الدم، دم خطايانا التي نعيش فيها، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب ٩: ٢٢)، وقد جاء في إرميا "ملعون من يمنع سيفه عن الدم" (إر ٤٨: ١٠)، وكأن المؤمن لا يكف عن أن يقتل بالوصية كل خطية تكمن في قلبه أو فكره أو أحاسيسه حتى يتقدس بالكامل في الرب.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: أننا بهذا السيف الروحي نقتل رأس الحية.

و. "مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ" [ 18 ] .

يختم حديثه عن أسلحة محاربتنا الروحية بالصلاة، لا لأنها تحتل المكانة الأخيرة وإنما لكي تثبت في الذهن. فإن الأسلحة السابقة كلها هي في حقيقتها عطية إلهية لا نستطيع أن ننعم بها بدون الصلاة. وكأنه يختم الحديث بفتح الباب الذي به ننال الأسلحة المقاومة لإبليس وكل مكايده.

إن كان حديث الله معنا (كلمة الله) هو السيف الروحي الذي به نحطم كل شر يهاجمنا في الداخل، فإن حديثنا معه (الصلاة) هو سندنا لنوال العون الإلهي خلال جهادنا المستمر.

+ [عن صديقه الناسك بونسيوس]

إنه لا يبالي (بمحاربات الشيطان)، ولا يخف، إذ هو متسلح بأسلحة الرسول من رأسه إلى قدميه. يصغي إلى الله إذ يقرأ الكتاب المقدس، ويتحدث مع الله إذ يصلي إلى الرب... في اختصار سيحاربه الشيطان، لكن المسيح يدافع عنه.

+ بالصوم الصارم مع السهر (في الصلاة) تُطفي نيران سهام إبليس.
القديس چيروم


عدل سابقا من قبل ماير في السبت مارس 21, 2009 3:19 pm عدل 1 مرات
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty رد: أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:14 pm
ز. الجهاد الروحي الجماعي: ختم الرسول بولس حديثه الخاص بالجهاد ضد إبليس بالكشف عن جانب إنجيلي كنسي هام، وهو إن كان العدو يحارب كل عضو على إنفراد، إنما يعمل العدو بكل جنوده، أي تعمل الأرواح الشريرة معًا ضد مملكة المسيح. فبالأولى جدًا في جهادنا نحن ألاَّ نحارب إبليس منفردين، وإنما كجماعة مقدسة. حقًا هي حرب داخلية تمس علاقتنا الشخصية بالله لكن خلال إتحادنا معًا، لذا يؤكد الرسول السهر الدائم والطلبة المستمرة من أجل جميع القديسين، فالكل يطلب معًا بروحٍ واحدٍ، فيشعر إنه في جهاده ليس بمعزلٍ عن إخوته.

لنطلب صلوات الآخرين حتى يسندنا الله، ولنصلِ نحن من أجل إخوتنا علامة شركتنا معهم وحبنا لهم ووحدتنا في الروح.

أُفرز الرسول بولس من البطن لخدمة الكرازة، والذي دعاه الرب علانية وهو في الطريق إلى دمشق، والذي نال مواهب كثيرة، يشعر بحاجة شديدة لصلوات الشعب من أجله ليسنده الرب ليس فقط في جهاده الروحي وإنما في كرازته بالإنجيل، إذ يقول:

"وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ، الَّذِي لأَجْلِهِ أَنَا سَفِيرٌ فِي سَلاَسِلَ، لِكَيْ أُجَاهِرَ فِيهِ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ" [ 19 – 20 ]

إن كانت قيوده تشفع فيه لدى الله كسفير أمين احتمل الآلام من أجل الإنجيل لكنه كان في عوز إلى شفاعات كل الكنيسة عنه ليتمم رسالته بلا عائق. لهذا اعتادت الكنيسة أن تصلي من أجل البطريرك والأسقف والكهنة والشمامسة وكل الخدام، ويصلي البابا البطريرك وكل الخدام من أجل الشعب. حقًا نحتاج في جهادنا إلى صلوات مشتركة!

في تعليق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارات الرسولية، يقول: [الصلاة قادرة على تحقيق عظائم.]
الخاتمة والبركة الرسولية



ختم الرسول بولس هذه الرسالة بالآتي:

أولاً: أعلن لهم أنه يبعث إليهم تيخيكس، لا حاملاً الرسالة فحسب، وإنما كشاهدٍ عيان يطمئنهم على حاله وهو في السجن كيف يستخدمه الله للكرازة وبنيان الملكوت فتتعزى قلوبهم. هذا وبإرساله تيخيكس الخادم الأمين في الرب يسمعون كلمة الله منه لبنيانهم، إذ يقول: "وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ أَيْضًا أَحْوَالِي، مَاذَا أَفْعَلُ، يُعَرِّفُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ وَالْخَادِمُ الأَمِينُ فِي الرَّبِّ، الَّذِي أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ لِهَذَا بِعَيْنِهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَحْوَالَنَا، وَلِكَيْ يُعَزِّيَ قُلُوبَكُمْ" [ 21 – 22 ] .

ثانيًا: يختم بالبركة الرسولية: "سَلاَمٌ عَلَى الإِخْوَةِ، وَمَحَبَّةٌ بِإِيمَانٍ مِنَ اللهِ الآبِ، وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. آمِينَ" [ 23 – 24 ] .

إذ كتب الرسالة عن الكنيسة التي هي حقيقتها وجوهرها "سلام مع الله والإخوة، ومحبة صادرة عن الله والرب يسوع، ونعمة مقدمة لنا"، لذا جاءت البركة متناغمة مع جوهر الرسالة.

+ ابتهل من أجلهم يسأل لهم "السلام والمحبة بإيمان". نطق حسنًا، إذ لم يرد لهم أن ينظروا إلى المحبة بذاتها بل ممتزجة بما هو من الإيمان...

إن وُجد سلام وُجدت محبة، وإن وُجدت محبة يوجد سلام أيضًا.

"بإيمان"، إذ بدونه لا تبلغ المحبة شيئًا، بل ولا يكون لها وجود بالكلية...

"فِي عَدَمِ فَسَادٍ"... أما يعني "في طهارة" أو "من أجل الأمور غير الفاسدة"، أي ليس من أجل الغنى والمجد والكنوز التي تفسد. "خلال عدم الفساد"، أي "خلال الفضيلة"، لأن كل خطية هي فساد.
القديس يوحنا الذهبي الفم



هذه صورة مبسطة للملامح الرئيسية لهذه الرسالة الحية التي تعلن عضويتها في جسد السيد المسيح، وتمتعنا بشركة حياته وسماته، في كل عملي خفي وظاهر، حتى في جهادنا ضد قوات الظلمة، من أجل بلوغنا الميراث الذي لا يفنى ولا يضمحل.
+ + +


الإنجيل من يوحنا 4 : 1 – 42

1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا
2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه
3 ترك اليهودية و مضى ايضا الى الجليل
4 و كان لا بد له ان يجتاز السامرة
5 فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه
6 و كانت هناك بئر يعقوب فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر و كان نحو الساعة السادسة
7 فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب
8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما
9 فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب و انت يهودي و انا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين
10 اجاب يسوع و قال لها لو كنت تعلمين عطية الله و من هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا
11 قالت له المراة يا سيد لا دلو لك و البئر عميقة فمن اين لك الماء الحي
12 العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي اعطانا البئر و شرب منها هو و بنوه و مواشيه
13 اجاب يسوع و قال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا
14 و لكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية
15 قالت له المراة يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش و لا اتي الى هنا لاستقي
16 قال لها يسوع اذهبي و ادعي زوجك و تعالي الى ههنا
17 اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج
18 لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق
19 قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي
20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه
21 قال لها يسوع يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل و لا في اورشليم تسجدون للاب
22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم لان الخلاص هو من اليهود
23 و لكن تاتي ساعة و هي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح و الحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له
24 الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا
25 قالت له المراة انا اعلم ان مسيا الذي يقال له المسيح ياتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء
26 قال لها يسوع انا الذي اكلمك هو
27 و عند ذلك جاء تلاميذه و كانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة و لكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها
28 فتركت المراة جرتها و مضت الى المدينة و قالت للناس
29 هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت العل هذا هو المسيح
30 فخرجوا من المدينة و اتوا اليه
31 و في اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين يا معلم كل
32 فقال لهم انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم
33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض العل احدا اتاه بشيء لياكل
34 قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني و اتمم عمله
35 اما تقولون انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد ها انا اقول لكم ارفعوا اعينكم و انظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد
36 و الحاصد ياخذ اجرة و يجمع ثمرا للحياة الابدية لكي يفرح الزارع و الحاصد معا
37 لانه في هذا يصدق القول ان واحدا يزرع و اخر يحصد
38 انا ارسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه اخرون تعبوا و انتم قد دخلتم على تعبهم
39 فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه قال لي كل ما فعلت
40 فلما جاء اليه السامريون سالوه ان يمكث عندهم فمكث هناك يومين
41 فامن به اكثر جدا بسبب كلامه
42 و قالوا للمراة اننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لاننا نحن قد سمعنا و نعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty رد: أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:14 pm
أحـــــد الســـامريـــــة


" تــــــوبنى يـــــارب فأتـــــــــــوب ...... " ( أرميا النبى )

لقاء مع السامرية ( يو 4 : 1 – 42 ) .

رابح النفوس العجيب

جاء السيد المسيح إلى اليهودية بعد أن حفظ العيد فى أورشليم ( يو 3 : 22 ) ، والآن يتركها بعد أربعة أشهر من الحصاد ؛ فى الطريق عبر السيد المسيح على السامرة ، والتقى عند البئر بأمرأة سامرية تزوجت قبلا بخمسة رجال والذى معها ليس برجلها ، دخل معها السيد فى حوار بالرغم من العداء بين اليهود والسامريين ، فاجتذبها إلى خلاصها ، بل وجعلها كارزة بالخلاص ، اجتذبها فتمتعت بالمعرفة ، وأدركت أنه المسيا الذى يخبرنا بكل شىء ، وبعد دقائق تركت جرتها لتجتذب المدينة بأسرها ويؤمن كثيرون بالسيد المسيح ، حقا من يلتقى برابح النفوس العجيب يشاركه سماته ، فيصير هو أيضا رابحا للنفوس .

خلال هذا اللقاء يحثنا السيد المسيح على العبادة الجديدة ، حيث قدم لها ولأهل مدينتها ماءا حيا يفيض فى داخلهم ، لقد أعلن السيد أنه عوض بئر يعقوب يقدم المياة التى من يشرب منها لا يعطش إلى الأبد ، إذ تهب حياة جديدة أبدية ، وأن الساعة قد أتت لتتحقق العبادة على مستوى أعظم من جبل جرزيم أو الهيكل ، حيث يسجد العابدون للآب بالروح والحق ، وأن له طعام جديد وهو أن يفعل مشيئة الذى أرسله ...
مجيئه إلى السامرة



" ....... وكان لابد له أن يجتاز السامرة " يو 4 : 4

أبرز السيد المسيح اهتمامه بالسامرة والسامريين ، فمدح الأبرص السامرى غريب الجنس ، الذى وحده دون التسعة اليهود البرص عاد ليشكر السيد على تطهيره له ( لو 17 : 15 – 18 ) . كما قدم لنا مثل السامرى الصالح الذى تحرك قلبه بالحب العملى ليهتم بجريح يهودى أكثر من الكاهن اليهودى واللاوى ( لو 10 : 33 – 36 ) وأخيرا قبل صعوده وضع على عنق الرسل الألتزام بالخدمة فى السامرة : " تكونون لى شهودا فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض " ( أع 1 : 18 ) .

" ....... وكانت هناك بئر يعقوب ، فإذ كان يسوع قد تعب من السفر ، جلس هكذا على البئر ، وكان نحو الساعة السادسة " يو 4 : 6

نحو الساعة السادسة ، أى الظهيرة ، تعب السيد المسيح بسبب السير فى وسط حر الظهيرة ، كإنسان حقيقى خضع للضعف الجسدى فتعب ، ..... ليس عجيبا أن نسمع عن السيد أنه تعب وعطش فى وقت الظهيرة ، وهناك تركه تلاميذه ، فإن هذا المنظر يحمل صورة للسيد المسيح على جبل الجلجثة حيث استراح على الصليب فى وقت الظهيرة وقد حمل أتعابنا وأعلن عطشه لكل نفس بشرية ، هناك أيضا تركه تلاميذه هاربين ، ليجتاز المعصرة وحده .

إنه يسأل أن يشرب ذاك الذى فى طريقه أن يعطى ، لكنه يشرب لا من ماء جدول يفيض ، بل يشرب من تصرفاتك الصالحة ، يشرب الكأس أى الآلام التى يكفر بها عن خطاياك ، حتى إذ تشرب من دمه المقدس تروى عطش هذا العالم !!

هكذا تمتع إبراهيم بالله بعد أن حفر بئرا ( تك 21 : 30 ) ، واسحق تقبل زوجته وهو سائر بجوار البئر ( تك 24 : 62 ) ، التىكانت قادمة إليه كرمز للكنيسة ... رفقة وجدت من يبحث عنها عند البئر ، ....

+ قوة المسيح خلقتك ، وضعف المسيح ( تعبه ) جدد خلقتك ، ............

قوة المسيح أوجدتك حيث لم تكن ، وضعف المسيح جعل ما يلزم دماره ألا يهلك .......

لقد خلقنا بقوته ، وبحث عنا بضعفه .....



" فجاءت امرأة من السامرة لتستقى ماء ، فقال لها يسوع : أعطينى لأشرب ، لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما " يو 4 : 7 – 8

مجىء المرأة عند الظهيرة بعد أن حمل الرجال والنساء مياههم إلى منازلهم يكشف عن موقف الشعب منها ، إذ لم تكن لها الجرأة أن تواجه أحدا ، فجاءت فى وسط الحر لتستقى ماء من البئر بمفردها ، مسيحنا هو إله المرذولين والمطرودين ، يخرج منهم أبناء الملكوت وكارزين بالحق .

هذا اللقاء يذكرنا برفقة وراحيل وابنة يثرون كيف تزوجن خلال اللقاء عند البئر بزيجات مباركة باسحق ويعقوب وموسى ، هكذا وجدت السامرية عريس نفسها عند بئر يعقوب ، ونحن نجد مسيحنا عريسا لنا عند جرن المعمودية ...

بدأ السيد المسيح حواره معها بطلب متواضع : أن يشرب ماء ، ذاك الذى من أجلنا افتقر ، الآن من أجلنا صار شحاذا لكوب ماء ، ليس لأحتياج شخصى ، وإنما ليكشف لها عن احتياجها هى إليه ، فتشرب وترتوى من ينابيع نعمته الغنية .

بينما مضى التلاميذ إلى المدينة ليشتروا طعاما استغل السيد هذه الفرصة ليدخل فى حوار مع المرأة السامرية ، ويسحبها هى وأهل المدينة لخلاصهم ، هذا هو طعامه الحقيقى أن يتمم مشيئة الآب ، وهى خلاص النفوس .

" فقالت له المرأة السامرية :

كيف تطلب منى لتشرب وأنت يهودى وأنا امرأة سامرية ؟

لأن اليهود لا يعاملون السامريين " يو 4 : 9

دهشت المرأة السامرية لموقف السيد المسيح ، فإنه ما كان يمكن ليهودى أن يطلب شيئا من سامرى ، مهما بلغ احتياجه أو واجه من متاعب ومصاعب ، دون أى استثناء ، كما دهشت كيف يتوقع من سامرية أن تعطيه طلبه بينما يحمل السامريون عداء لليهود ...

لم يكن هناك تعامل بين اليهود والسامريين سواء من جانب العبادة أو التجارة ، بل ولا يجوز لليهودى أن يستعير إناء من سامرى أو يشاركه نفس الطعام .



" أجاب يسوع وقال لها : لو كنت تعلمين عطية الله ،

ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب ، لطلبت أنت منه ، فأعطاك ماء حيا " يو 4 : 10

سحب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص ، لا بالهجوم على العبادة فى السامرة ، بكونها منشقة ، وأنها قد شوهت الأيمان والعبادة ، وإنما بسحب فكرها من الأنشغال بالعداوة القائمة بين الفريقين إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحى ، وتدرك حاجتها إلى المخلص .

الآن ليس الوقت للنزاع ، بل للجلوس الهادىء مع النفس والتمتع بعطايا الله المجانية ، فقد حان وقت افتقاد الله للعالم كله بإرسال المسيا المخلص ، شهوة قلب السيد المسيح أن نعرفه ، فنطلبه ونقتنيه ، فنرتوى منه أبديا !

السامرية لم تكن تدرك عطية الله الذى أرسل أبنه الوحيد ليبذل ذاته عن العالم ( يو 3 : 16 ) ، ولا عطية الروح القدس الذى يفيض فى النفس كنهر يرويها ويروى آخرين ، ويقدم الروح مواهب روحية لا حصر لها لخلاص العالم ، هذه العطايا إلهية مجانية قدمها الله من أجل مبادرته بالحب لنا ونحن بعد أعداء ...

" المـــــاء الحــى " : هو نعبير شائع لينابيع المياة التى تفيض بلا توقف ، يقابله " الماء الميت " الراكد فى البرك والمستنقعات ومخازن المياة حيث تتعرض للتلوث ، يشير الماء الحى إلى :

" الــــروح الــــقدس " الذى يروى النفس ويحول قفرها إلى فردوس مثمر ، ويغسل ما فى النفس من دنس .



" فقالت له المرأة : يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحى ؟ ....

ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذى أعطانا البئر ، ....

وشرب منها هو وبنوه ومواشيه ؟ " .... يو 4 : 11 ، 12

كان يحدثها عن الروحيات بينما هى كانت تفكر بطريقة مادية ، ومع هذا فمن لهجة حديثه شعرت بالألتزام أن تحترمه وتوقره ، فبدأت تقول : " يــاســــيــد "

اعتزت السامرية بالبئر التى حفرتها يد بشرية ، ولم تدرك أنها أمام الينبوع الإلهى الحى ، فقد سبق فعاتب الرب شعبه قائلا لهم : " شعبى عمل شرين ، تركونى أنا ينبوع المياة الحية ، لينقروا لأنفسهم أبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء " ( إرميا 2 : 13 ) .

تأمل ما قاله نيقوديموس : " كيف يمكن لأنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ؟ ( يو 3 : 4 ) أما هذه المرأة فكانت أكثر توقيرا من نيقوديموس ، إذ قالت : يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحى ؟
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty رد: أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:15 pm
حسن أن تعتز السامرية ببئر أبيها يعقوب ، لكنها لم تعرف كيف تعبر خلاله إلى إله يعقوب واهب المياة الحية ، كان يليق بها أن تنطلق مع يعقوب أبيها لترى سلم يعقوب الصاعد من رأسه إلى السماء ، فتتهلل بالصليب فاتح أبواب السماء للعالم كله !

" أجاب يسوع وقال لها :

كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا ،

فلن يعطش إلى الأبد ، بل الماء الذى أعطيه ، يصير فيه ينبوع ماء ،

ينبع إلى حياة أبدية " يو 4 : 13 – 14

لم يجبها : " نعم أنا أعظم من يعقوب ، لكنه بلغ هذا الهدف بحديثه معها ......

الماء الذى فى البئر هو ملذات العالم فى أعماقه المظلمة ، من هذا يسحب البشر بأوانيهم التى للشهوة .. عندما يحصل شخص على لذة العالم ، هل يمكنه ألا يعطش مرة أخرى ؟ !

فى لطف شديد بدأ السيد المسيح يكشف لها عن الماء الحى ! أوضح أنه لا وجه للمقارنة بين ماء يروى الجسد إلى حين ، وماء يسند النفس أبديا ويرويها ، فلا تعتاز إلى شىء ....

الماء الذى يقدمه السيد المسيح له ميزات خاصة :

+ هو عطية إلهية " أنا أعطيه " .. لذا يهب فرحا إلهيا ...

+ يهب حياة أبدية بلا احتياج ، " لن يعطش إلى الأبد " ...

+ ماء داخلى فى النفس " يصير فيه " لذا يناجيها واهب المياة الحية ، قائلا : " أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " ( نشيد الأناشيد 4 : 12 )

+ يحول الأعماق إلى ينبوع فياض على الغير ، : " من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى " ( يو 7 : 38 ) .



" قالت له المرأة :

يا سيد أعطنى هذا الماء لكى لا أعطش ، ولا آتى إلى هنا لأستقى " يو 4 : 15

+ أرأيت كيف أن المرأة صعدت قليلا إلى التعاليم العلوية ؟ ... لقد ظنت أن هذا الماء أعلى قدرا من الماء المحسوس ....

+ أرأيت كيف أن المرأة فضلت المسيح على رئيس الآباء إذ أوضحت رأيها فى يعقوب ومقدار عظمته وعرفت الأفضل منه ؟

+ هنا أكتسبت بصيرة أكثر جلاء ، لكنها لم تكن قد أدركت بعد الصورة الكاملة ، لأنها قالت : " أعطينى هذا الماء حتى لا أعطش ، ولا آتى إلى ههنا لأستقى " ....



" قال لها يسوع :

اذهبى وادعى زوجك وتعالى إلى ههنا " يو 4 : 16

حول السيد المسيح الحوار من الحديث عن الماء إلى الحديث عن حياتها الزوجية ، ... أوضح السيد المسيح لها ، دون أن يجرح مشاعرها ، أنه يعرف ما فى قلبها كما يعرف كل أسرارها العائلية ، لكى يحثها على الشعور بالخطية ، وحاجتها إلى التوبة .



" أجابت المرأة وقالت : ليس لى زوج ....

قال لها يسوع : حسنا قلت ليس لى زوج ... لأنه كان لك خمسة أزواج ،

والذى لك الآن ليس هو زوجك ، هذا قلت بالصدق " يو 4 : 17 ، 18

فى رقة عجيبة لم يجرح مشاعرها لأنها تعيش مع من هو ليس برجلها بعد خمس زيجات ، وحول حوارها من المجادلة حول الخلافات بين اليهود والسامريين إلى العبادة الجديدة التى تضم كل العالم ، ويتمتع بها المؤمن أينما وجد .

كم كانت حكمة هذه المرأة عظيمة ، وكم كان خضوعها إذ قبلت التوبيخ ... فى هذا التوبيخ يذكر أمرين : يعدد جميع أزواجها السابقين ، ويوبخها على ذاك الذى تعيش معه حينئذ وهى تحاول أن تخفى أمره ، هنا ماذا صنعت المرأة ؟ لم تبد ضيقا ولا تركته هاربة ، ولا حسبت كلامه إهانة ، لكنها على العكس أبدت إعجابها به ، وفاق تقديرها له ، إذ قالت : " يا سيد أرى أنك نبى " ، تطلع إلى رزانتها إذ لم تندفع إليه مباشرة لكنها وهى تقدره وتعجب منه قالت : " أرى " أى " يبدو لى " أنك نبى .



" قالت له المرأة :

يا سيد أرى أنك نبى ، آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل ،

وأنتم تقولون إن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يسجد فيه " يو 4 : 19 ، 20

هكذا تحول الحوار إلى الحديث عن موضع العبادة : هل هو أورشليم أم جبل الجرزيم ؟

إذ ظنت أنه نبى لم تطلب شيئا زمنيا ، لا صحة الجسد ولا الممتلكات ولا الثروة ، لكنها اهتمت بالدين ، إنه لأمر عجيب ! يسكن فى الأعالى وهو قريب من المتواضعين ، إنه : " يرى المتواضع ، أما المتكبر فيعرفه من بعيد " ( مز 138 : 6 )

أتريد أن تصلى فى هيكل ؟ الجبل فى داخلك ، إن كنت أنت أولا هيكل الله ، لأنه فى هيكله يسمع من يصلى .

" قال لها يسوع :

يا أمرأة صدقينى إنه تأتى ساعة ، لا فى هذا الجبل ،

ولا فى أورشليم ، تسجدون للآب ، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون ،

أما نحن فنسجد لما نعلم ، لأن الخلاص هو من اليهود " . يو 4 : 21 ، 22

لقد حلت الساعة التى جاء فيها ابن الأنسان ليرفع الأنسان من الحرف إلى الروح ، فما يشغل ذهن المؤمنين ليس الموضع ، بل وضعهم كأبناء للآب السماوى .

بقوله : " لما لستم تعلمون " يشير إلى إنكار السامريين لأسفار الأنبياء التى تمهد طريق المعرفة للتعرف على شخص المسيا المخلص ، وبقوله " نسجد لما نعلم " يشير إلى الأسفار الإلهية كطريق آمن للمعرفة والعبادة الحقيقية ، ضم السيد المسيح نفسه إلى جمهور العابدين ، لأنه صار فى تواضعه ابن الأنسان .

لم يخجل ابن الله الوحيد من أن يعلن طاعته للآب وسجوده وعبادته له ، بينما يستهين كثير من بنى البشر فى كبريائهم بالعبادة ويحسبونها مضيعة للوقت ....



" ولكن تأتى ساعة وهى الآن ،

حين الساجدون الحقيقون يسجدون للآب بالروح والحق ،

لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له " يو 4 : 23

عوض الأنشغال بمكان العبادة يلزم الأنشغال بحال الفكر الداخلى ، وهيكل الله داخل النفس ، وكيفية تقديم العبادة لله الذى هو روح . فالله يطلب العابدين بقلوبهم ، ونادرا ما يوجدون ....

العبادة بالروح تحول القلب إلى صهيون الحقيقية التى يشتهيها الله كقول المرتل :

" لأن الرب اختار صهيون ، اشتهاها مسكنا له ؛ هذه هى راحتى إلى الأبد ؛ ههنا أسكن لأنه اشتهيتها " ( مز 132 : 13 – 14 ) .



" اللــــــه روح ،

والذين يســـجدون له ، فبالروح والحق ينبغى أن يســـجدوا ،

قالت له المرأة :

أنا أعلم مسيا الذى يقال له المسيح يأتى ،

فمتى جــــــاء ذاك ، يخــــبرنا بكل شــــىء " يو 4 : 24 ، 25

أخيرا جاء الحوار بخصوص المسيا ، فإذ لم تعترض السامرية على ما يقوله بل شعرت بقوة فى داخلها سألته عما كان يدور فى أذهان اليهود والسامريين ، وهو : متى يأتى المسيا ؟ فمع العداوة القائمة بين اليهود والسامريين إلا أن أمرا واحدا كان الكل يترقبه ، وربما تحدث كثير من المعلمين عنه فى ذلك الوقت ، وهو تحقيق الوعد الإلهى الخاص بمجىء المسيا وحلول مملكته .

مع ما لحق بها من فساد بسبب خطيتها لكن شوقها لمعرفة الحق وترقبها فى تواضع لمجىء المخلص هيأها للألتقاء مع السيد والتعرف عليه والشهادة له .



" قـــــال لهــــــا يســـــــوع ،

أنــا الــذى أكلمــــــك هــــــــــــــــو ! " يو 4 : 26

لم يتحدث السيد المسيح مع اليهود ، ولا حتى مع تلاميذه بعبارات مباشرة هكذا : أنا الذى أكلمك هو " .... الحصاد قد أعد ، فقد قام الأنبياء بالغرس لينمو ، والآن قد جاء إلى النضوج وينتظر الرسل كحاصدين له ، ... فبالنسبة للمرأة السامرية كان اسم " المســــيا " ليس بجديد عليها ، كانت بالفعل تترقب مجيئه ، لقد آمنت بالفعل أنه قادم ، من أين كان لها أن تؤمن بهذا لو لم يغرسه موسى ؟

كـــــــرازة المرأة السامـــــــرية الناجحــــــة :

" وعند ذلك جاء تلاميذه ، وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع إمرأة ،

ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب ؟ أو لماذا تتكلم معها ؟ " يو 4 : 27

لم يكن فى ذهن التلاميذ أن معلمهم الذى كانوا يترقبون ملكوته العظيم على الأرض يتحدث مع امرأة فقيرة سامرية ، إنها ليست من قطيع إسرائيل الضال ، وفى ذهنهم لا يمكن أن يكون لها دور فى ملكوته ، فلماذا يتحدث معها ؟

هذا ومن جانب آخر فإنه لم يكن من عادة الرجال أن يتحدثوا مع نساء فى الطريق ، حتى وإن كانت زوجاتهم ، وقد وجدت قوانين كثيرة سنها الحاخامات فى هذا الشأن .



" فتركت المرأة جرتها ، ومضت إلى المدينة ، وقالت للناس ،

هلموا انظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ،

ألعل هذا هو المسيح ؟ " يو 4 : 28 ، 29

إذ تمتعت السامرية بالحق الإلهى تركت جرتها ! ...... ونسيت ما جاءت من أجله ، وعادت إلى المدينة دون الماء ، إنما لتقدم ماء الحق لأهل المدينة ، أخبرت الجميع فى الشوارع أنها وجدت الكنز الذى تبحث عنه ، ووجدت ينبوع سرورها الداخلى .

سبق أن طلب السيد منها أن تدعو زوجها ، وها هى قد دعت كل رجال المدينة ونجحت فى مهمتها ..... !
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير Empty رد: أحد السامرية ( الأحد الرابع ) من الصوم الكبير

السبت مارس 21, 2009 3:15 pm
لم تخبرهم أنه حاورها فى أمور دينية خطيرة خاصة بمكان العبادة وطريقة ممارستها ، بل ما لمس قلبها حقا أنه عرف أسرارها واجتذبها بقوة كلمته إليه ، فتعرفت على شخصه ، إنه هو المسيا ... !

هنا امرأة أعلنت عن المسيح للسامريين ، ... وفى نهاية الأناجيل أيضا امرأة رأته قبل كل الآخرين تخبر الرسل عن قيامة المخلص : " فجاءت مريم المجدليــــــة وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا " . ( يو 20 : 18 ) ...

جاءت السامرية لتستقى ماء ، وعندما استنارت وعرفت الينبوع الحقيقى للتو احتقرت الينبوع المادى ، وهى فى هذه الواقعة البسيطة تعلمنا أن نتجاوز عن أمور الحياة المادية عندما نصغى للروحيات .... على جناحى الفرح والبهجة أسرعت ودعت المدينة بأكملها ، وأتت بهم إلى الرب يسوع .

آمنت المرأة السامرية على الفور ، وبذلك اتضح أنها أكثر حكمة من نيقوديموس ، بل وأكثر شجاعة وثباتا ، لأن نيقوديموس بعد أن سمع قدر ما سمعت المرأة الآف المرات لم يذهب ويدعو آخرين لسماع هذه الكلمات ، ولا تحدث بصراحة على الملأ ، لكن هذه المرأة فعلت ما لم يفعله الرسل ، إذ قامت بالكرازة للجميع تدعوهم إلى المسيح ، بذلك قادت مدينة بأكملها إلى الأيمان بيسوع المسيح .

" هلموا أنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ،

ألعل هذا هو المسيح ؟ " يو 4 : 29

كلمات السامرية تكشف عن سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم ، وتمتعها بمن يملأ أعماقها ، لم يهبها الرجال الستة سعادة ، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة ، والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم .

كانت السامرية حكيمة فى كرازتها ، إذ لم تملى عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه : " ألعل هذا هو المسيح ؟ ! .



" فخرجوا من المدينة وأتوا إليه ،

وفى أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين :

يامعلم كل " يو 4 : 30 – 31

بينما انطلقت المرأة السامرية للكرازة بكل قوة ، إذ بالتلاميذ ينشغلون بتقديم طعام للسيد المسيح ، لأنه كان جائعا ومتعب .



" فقال لهم :

أنا لى طعام لأكل لستم تعرفونه أنتم " يو 4 : 32

كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة ليرفع عقول تلاميذه وقلوبهم إلى ما فوق الزمن ، إلى السماء عينها ، لقد أعلن لهم عن مدى بهجته بخلاص النفوس بكونه طعامه الشهى ، لقد وجد شبعه وراحته فى التعب من أجل كل نفس ، ومن أجل تحقيق خطة أبيه ، إنه لن يستريح بل يبقى مثابرا على العمل حتى يعبر من هذا العالم .



" فقال التلاميذ بعضهم لبعض :

ألعل أحدا أتاه بشىء ليأكل ؟ قال لهم يسوع :

طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى ،

وأتمم عمله " يو 4 : 34

إن حديث السيد المسيح هنا يشير إلى عمل المسيح فى حياة الناس لكى يعملوا إرادة الآب ، ويتمموا عمله ، لأن ما يفعله الناس كأعضاء فى جسد المسيح ، يحسب كأنه هو نفسه قد عمله .

أكلنا وشربنا وقراءتنا وخدمتنا وعبادتنا كلها إنما لخدمة خلاص النفوس ، هذه هى إرادة أبينا السماوى ، طعام نفوسنا الشهى .

لقد هلكت النفوس بسبب عدم المعرفة ، وقد وهبنا الله مفتاح الملكوت الذى هو انجيله ومعرفة كلمته .



" أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتى الحصاد ،

ها أنا أقول لكم ، أرفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد أبيضت للحصاد " يو 4 : 35

يطلب السيد المسيح الحصاد الذى لن يتحقق بدون العمل الجاد بسرور ومثابرة ، فالعمل ضرورة حتمية وملحة للتمتع بالحصاد .

إنه يرى الحصاد القادم حيث يأتى كثير من السامريين إليه خلال خدمة المرأة السامرية ، يؤمنون به ويتأهلون للبس الثياب البيضاء .



" والحاصد يأخذ أجرة ، ويجمع ثمرا للحياة الأبدية ،

لكى يفرح الزارع والحاصد معا " يو 4 : 36

الآن يتقدم السيد المسيح بكونه الزارع الذى غرس الكلمة فى قلب السامرية ، وفى ساعات قليلة جدا قام بدور الحاصد ، وفرح وتهلل من أجل الثمر حيث آمن به كل أهل المدينة قائلين : " إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم "

" لأنه فى هذا يصدق القول : إن واحدا يزرع ، وآخر يحصد ، أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه ،

آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم " يو 4 : 37 – 38

الأنبياء هم الذين زرعوا ولم يحصدوا ، وأما الذين حصدوا فهم الرسل ، لكن لم يحرم الذين زرعوا فقط من الفرح بالمكافأة على أتعابهم ، إنما تهللوا وابتهجوا بالرغم من أنهم لم يحصدوا .



" فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين ،

بسبب كلام المرأة التى كانت تشهد أنه قال لى كل ما فعلت ،

فلما جاء إليه السامريون ، سألوه أن يمكث عندهم ، فمكث هناك يومين " يو 4 : 39 – 40

لم ير أهل سوخار معجزة ما ، لكن ما اجتذبهم إلى السيد المسيح هو شخصه وحديثه الإلهى ، تمتعوا بكلمة المسيح الواهبة الحياة ....

لم يذكر الكتاب أنه صنع آيات بينهم ، إذ كانوا بسطاء محتاجين ومستعدين لسماع الكلمة ، تعلقوا بالسيد المسيح من أجل الحق ، ولم يطلبوا آيات لكى يتحققوا من شخصه كما طلب كثير من القيادات اليهودية .

" فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه ،

وقالوا للمرأة :

إننا لسنا بعد بسبب نؤمن ،

لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم " يو 4 : 41 – 42

لقاؤهم مع السيد المسيح وهبهم نموا فى الأيمان وتزايدا فى عدد المؤمنين ، رؤيتهم للسيد المسيح وسماعهم له ثبت إيمانهم الذى تسلموه من المرأة ، وانجذب كثيرون معهم فى ذات الأيمان ، كما تعرفوا عليه أنه ليس مخلص اليهود وحدهم ولا معهم السامريون فحسب ، بل هو بالحقيقة مخلص العالم الذى قال عنه إشعياء النبى : " جعلتك نورا للأمم ، لتكون خلاصى إلى أقصى الأرض " ( إش 49 : 6 ) .
+ + +

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى