الضيوف التلاثة

الضيوف الثلاثة
في صَباحِ أَحَدِ الأَيَّامِ البارِدَةِ أَطَلَّتْ إِحدى السَّيِّداتِ مِن نافذَةِ البيتِ فَفوجِئَتْ بِثَلاثَةِ شيوخٍ كِبارِ السِّنِّ يَجلسون...َ على عَتَبَةِ دارِها في هذا الطَّقسِ الشَّديدِ البُرودَة، فأَشفَقت عليهِم وأَرادَت دَعوَتَهُم لِدارِها. فَخَرَجَت إِليهِم وطَلَبَت مِنهُم أَن يَدخُلوا مَعَها إِلى مَنزلها الدَّافِئ.
فَنَظروا لها وقالَ لها أَحَدُهُم: "ٱختاري أحدُنا حتَّى يَدخُلَ إِلى مِنزلِكِ". فقالَت لَهُم: "ولماذا أَختارُ أَحَدُكم؟ أَنا أُريدُ دَعوتُكُم أَنتُم الثَّلاثَة". فقالَ لها: "ٱختاري أَحدُنا فقط". فنَظَرَت لهُم بِحَيرَة. فقالَ الرَّجُل : "لا تحتاري. أَنا إِسمي النَّجاح، وصَديقي هذا إِسمُه الغِنى، وثالِثُنا هو الحُبّ. فٱختاري واحِدًا مِنَّا فقط لِيَدخُلَ إلى مَنزلِكِ". فأَحَسَّت المَرأةُ بالحَيرَةِ وقَرَّرَت ٱستِشارَةَ عائِلَتِها، فدَخَلَت المَنزِلَ وقَصَّت على زوجِها ما حَدَث، فقالَ لها: "ٱختاري الغِنى فنَحنُ، كما تَرين نُعاني الفَقرَ فَرُبَّما تَتَحَسَّنُ حالَتُنا".
ولَكِنَّ الإبنَ قالَ لها: "يا أُمِّي، ٱختاري النَّجاحَ حتَّى يَدْخُلَ بَيتَنا فأَكونَ دائِمًا مِنَ النَّاجِحين". فَنَظَرَتِ السَّيِّدَةُ إِلى ٱبنتِها فقالَت ٱبنَتُها لها: "يا أُمَّاه، ما أَجمَلَ أَنْ يَكونَ الحُبُّ هو ضَيفُنا فَيَمْلأَ بَيتَنا مِنَ الحُبِّ فَتَنْتَهي كُلّ المَشاكِلِ والصِّعاب".
فَكَّرَت السَّيِّدَةُ قَليلاً ثُمَّ خَرَجَت للرِّجالِ الثَّلاثَةِ وقالَت لهُم: "لَقَد قَرَّرنا أَنْ يَكونَ الحُبُّ هو ضَيفُنا". ولِدهشَةِ السَّيِّدَةِ وَجَدَت الرِّجالَ الثلاثَةَ يَهِمُّونَ بِدُخولِ المَنزِل، فَتَعَجَّبَتِ المرأَةُ جِدًّا فقالوا لها: "لا تَتَعَجَّبي يا سَيِّدَتي فلو ٱختَرتِ الغِنى أَو النَّجاحِ لَدَخَلَ وَحدَه إِلى مَنزِلِكِ ولَكِنَّكِ ٱختَرتِ الحُبَّ الَّذي إِذا دَخَلَ إِلى أَيِّ بيتٍ جَلَبَ مَعَه الغِنى والنَّجاح".