الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
الصلاة الربانية (1) للقديس اغسطينوس Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
fr lukas rasmi
fr lukas rasmi
عضو مميز
عضو مميز

الصلاة الربانية (1) للقديس اغسطينوس Empty الصلاة الربانية (1) للقديس اغسطينوس

الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 11:15 am
الصلاة الربانية
(مت 6: 9.... الخ)

1. جاء الرسول المبارك بهذه الشهادة المكتوب فيها... ويكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رو 10: 13؛ يؤ 2: 32)، ليظهر أنه ينبغي أن يتحقق ما قد جاء بالأنبياء عن ذلك الزمن الذي يؤمن فيه كل الأمم بالمسيح. لأنه قبل الوقت دعي اسم الرب صانع السماء والأرض بين بني إسرائيل فقط، أما بقية الأمم فقد دُعي عليهم آلهة صماء لا تتكلم فلم تكن تسمع لهم، أو عبدوا الشياطين التي كانت تستجيب بضررهم.
"ولما جاء ملء الزمان" تمت النبوات، "ويكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص" علاوة على ذلك فإن اليهود حتى الذين آمنوا بالمسيح يضْنون بالإنجيل عن الأمم قائلين إنه لا ينبغي أن يبشر بالإنجيل بين غير المختونين، لهذا صرح الرسول بولس ضد هؤلاء بهذه الشهادة: "كل من يدعو باسم الرب يخلص"، وحتى يقنع غير الراغبين في التبشير بالإنجيل بين الأمم أردف للحال قائلاً: "فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ كيف يكرزون إن لم يُرسلوا؟ (رو 10: 14-15). فإذ قال "كيف يدعون بمن لم يؤمنوا لهذا لا تتعلموا الصلاة الربانية أولاً ثم بعد ذلك قانون الإيمان، حيث تعرفون به ما تؤمنون به، وبعد ذلك تتعلمون الصلاة، حيث تعرفون الذي تدعونه. لهذا فإن قانون الإيمان يخص الإيمان، الصلاة الربانية تخص الصلاة، لأنه يستجاب للمؤمن عندما يدعو.

2. لكن الكثيرين يسألون مالا ينبغي أن يسألوا، غير عالمين ما هو مناسب لهم. ينبغي أن يَحذر المصلي من أمرين: أن لا يسأل ما لا ينبغي سؤاله، وأن لا يسأل من لا ينبغي أن يُطلب منه. فينبغي أن لا نطلب شيئًا من الشيطان أو الأوثان أو الأرواح الشريرة. بل ينبغي أن نطلب كل ما نطلبه من الرب إلهنا يسوع المسيح، الله أب الأنبياء والرسل والشهداء، من أبو ربنا يسوع المسيح، من الله خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيهم. ونحذر من أن نطلب منه مالا ينبغي طلبه. فإن كان ينبغي أن نطلب الحياة ماذا ننتفع من طلبها من الأوثان التي لا تسمع ولا تنطق؟ وأيضًا ماذا ينفعكم إن طلبتم من الله الآب الذي في السموات موت أعدائكم؟ ألم تسمعوا وتقرأوا في المزمور ما تنبئ به عن نهاية يهوذا الخائن المؤلمة إذ يقول "وصلاته فلتكن خطية" (مز 109: 7)، فإن طلبتم الإثم لأعداكم ستكون صلاتكم خطية.

3. لقد قرأتم في المزامير المقدسة كيف أن المتكلم بها يبدو كأنه يصب اللعنات على أعدائه، وأكيدًا سيقول قائل أن المتكلم في المزامير رجل بار فلماذا يبغي الشر لأعدائه هكذا؟ إنه لا يتمنى لهم شرًا بل يتنبأ. إنها نبوة من إنسان يخبر بالمستقبل، لا يصب اللعنات، لأن الأنبياء يعرفون بالروح الذين سيصابون بالشرّ والذين سيجازون خيرًا. فبالنبوة تكلموا كأنهم يريدون ما يتنبأون به. لكنكم كيف تعرفون أن الذي تطلبون له الشرّ لا يكون في الغد أفضل منكم؟ لكنكم ستقولون إننا نعلم أنه شرير. حسنًا، ينبغي أن تعلموا أنكم أنتم أيضًا أشرار. فرغم أنكم تأخذون على أنفسكم أن تحكموا على قلوب الآخرين التي لا تعرفونها، وأما قلوبكم فتعلمون أنكم أشرار. ألم تسمعوا قول الرسول: "أنا الذي كنت قبلاً مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا، ولكنني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان" (1 تي 1: 13). هل تظنوا أيها الإخوة أن الكنيسة كانت تصلي من أجل بولس أم ضده عندما كان يضطهد المسيحيين، مقيدًا إياهم حيثما وجدهم، سائقًا إياهم إلى رئيس الكهنة ليُسألوا ويعاقبوا؟ من المؤكد أن كنيسة الله التي تسلمت التعاليم من ربها - الذي قال وهو معلق على الصليب "يا أبتاه اِغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) - صلَّت لأجل بولس، أو بالأحرى لأجل شاول، حتى يعمل فيه الذي صنعه، لأنه يقول في هذا "ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية في المسيح. غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه. فكانوا يمجدون الله فيّ" (غلا 1: 22-24). لماذا كانوا يمجدوا الله؟ إلا لأنهم كانوا يسألون ذلك منه قبل أن يتحقق.

4. لقد نهانا(نحن) ربنا أولاً عن "كثرة الكلام" حتى لا نقدم(نحن) للرب كلمات كثيرة، كما لو كنتم(أنتم) تعلمونه بكثرة كلامكم. لذلك لا تحتاجون عند الصلاة إلى الكلام بل إلى التقوى "لأن أباكم يَعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (مت 6: 8). لا تهتموا (LOTH) باستخدام كلمات كثيرة لأنه يَعلم ما تحتاجون إليه. ولئلا يشك أحد فيقول: إن كان يعلم ما نحتاج إليه فلماذا نستخدم كلمات كثيرة أو قليلة؟ ما الداعي إلى الصلاة كلية؟ إنه يعرف بنفسه، فليعطنا بحسب معرفته ما نحتاج إليه. نعم، ولكن هذه هي إرادته أن تُصلوا حتى يهبكم حسب اشتياقكم فلا نستخف بعطاياه، ناظرين إنه قد وضع فينا هذه الأشواق. لذلك فإن الكلمات التي علَّمنا إياها الرب يسوع المسيح في صلاته هي أساسًا ونموذجًا لأشواقنا، فلا تطلبوا شيئًا غير ما قد كتب فيها.

5. يقول: "فصلوا أنتم هكذا "أبانا الذي في السموات" أنكم ترون أنه قد بدء أن يكون الله أبًا لكم. إنه يكون أبًا لكم عندما تولدون ولادة جديدة. فإنه إلى الآن قبل ميلادكم الجديد قد حُبل بكم بزرع الله. فإذ أنتم على وشك الوجود تجلبون إلى جرن المعمودية التي هي كرحم الكنيسة.
"أبانا الذي في السموات". تذكروا أن لكم أبًا في السموات، تذكروا أنكم قد ولدتم من أبيكم آدم للموت وأنكم تولدون من جديد من الله الآب للحياة. فما تقولونه قولوه في قلوبكم. فقط لتكن هناك عاطفة المصلي المملوءة غيرة، وبذلك تأتي الاستجابة الفعالة من سامعها.
"ليتقدس اسمك" لماذا تسألون تقديس اسم الله؟ إنه مقدس، فلماذا تسألون من أجل ما هو مقدس قبلاً؟ عندما تسألونه من أجل تقديس اسمه ألستم تصلون له من أجله وليس من أجل أنفسكم؟ لا. افهموا هذا جيدًا فإنكم تسألون ذلك من أجل أنفسكم. إنكم تسألون أن ما هو مقدس بذاته، دائمًا يكون مقدسًا فيكم. ماذا يعني "ليتقدس"؟ أي أن "يكون مقدسًا" وليس محتقرًا. هكذا ترون أن الخير الذي تطلبونه هو لكم، لأنكم إن احتقرتم اسم الله فستكونون أنتم أشرارًا وليس الله.

6. "ليأت ملكوتك" من هو الذي تحدثه؟ ألا يأتي ملكوته إن لم نسأل ذلك؟ أننا نتحدث عن ذلك الملكوت الذي سيكون بعد نهاية العالم، لأن الله له ملكوت دائم ولا يكون - ذلك الذي تخدمه الخليقة - بدون ملكوت. ولكن أي ملكوت ترغبون فيه؟ إنه ذلك الملكوت الذي كتب عنه في الإنجيل "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت 25: 34)، هذا هو الملكوت الذي تقول عنه "ليأت ملكوتك". إننا نصلي لكي يأتي فينا، أي لكي نوجد فيه فمجيئه آت لا محالة، ولكن ماذا ينفعكم إن كان يجدكم على اليسار؟ لذلك فإنكم ترغبون في هذا الخير لأجل أنفسكم، فلأجلها تُصلون. هذا هو ما تشتاقون إليه، هذا هو اشتياقكم في صلواتكم وهو أن تحيوا ويكون لكم نصيبًا في ملكوت الله الذي يعطى لكل القديسين. لذلك عندما تقولون "ليأت ملكوتك"، فإنكم تُصلون لأجل أنفسكم لكي ما تحيوا معافين.
لتعطنا نصيبًا في ملكوتك. ليأت أيضًا بالنسبة لنا ذلك الذي سيأتي لقديسيك وأبرارك.

7. "لتكن مشيئتك" ماذا! ألا يفعل الله مشيئته إن لم تطلبوا هذا؟ تذكروا ما تكررونه في قانون الإيمان "أؤمن بالله الآب ضابط الكل (القدير)" إن كان الله قديرًا فلماذا تصلون أن تكون مشيئته؟ إذن ماذا يقصد بـ "لتكن مشيئتك"؟ أن تعمل فيّ فلا أقاوم مشيئتك. لهذا تطلبون هنا لأنفسكم لا لأجل الله، لأن مشيئة الله ستعمل فيكم ولو لم تعمل بواسطتكم. فتعمل مشيئته في أولئك الذين سيقول لهم "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت 25: 34)، تعمل مشيئته فيهم بأن يأخذ الأبرار والقديسون الملكوت، كما أيضًا في الذين سيقول لهم "إذهبوا عني... إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" ، فتعمل مشيئته بأن يعاقب الأشرار بالنار الأبدية. أما أن تعمل مشيئته بواسطتكم فهو شيء آخر (1 كو 15: 54). فلستم تُصلون أن تكون مشيئته فيكم اعتباطًا بل لصالحكم. فإن كانت لصالحكم أو ليست لصالحكم فإنها ستعمل فيكم ولكن ليتها تعمل بواسطتكم أيضًا. لماذا أقول "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" وليس "لتكن مشيئتك كما بواسطة السماء كذلك بواسطة الأرض"، لأن ما يصنعه بواسطتك يصنعه الله نفسه فيك. ليس شيئًا يصنع بواسطتكم لا يصنعه هو فيكم. حقًا أحيانًا يصنع فيكم ما لا يصنع بواسطتكم، ولكن ليس شيئًا يصنع بواسطتكم ما لم يفعله هو فيكم.

8. ماذا يقصد بـ "في السماء وعلى الأرض" أو "كما في السماء كذلك على الأرض"؟ الملائكة تصنع مشيئته، أنصنع نحن مشيئته؟ "فلتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". العقل هو السماء والجسد هو الأرض. إن كنتم تفعلوا هكذا فلتقولوا عند فعلكم مع الرسول: "أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية" فمشيئة الله تُصنع في السماء ولم تصنع بعد في الأرض. ولكن عندما يكون الجسد في وفاق مع الذهن و "يبتلع الموت إلى غلبة" (1كو 15: 54)، حتى لا تبقى أي شهوات جسدية يصارع معها الذهن، فيعبر الكفاح الأرضي وتنتهي الحرب القلبية وتذهب بما هو مكتوب: "لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما تريدون" (غلا 5: 17). أقول عندما تنتهي هذه الحرب وتتحول كل الشهوات إلى محبة، لا يبقى في الجسد ما يضاد الروح، ولا يبقى شيئًا ليُقمع، لا شيء يُلجم، لا شيء ليُداس إلى أسفل، بل يعبر الكل في وفاق نحو البرّ وتكون مشيئة الله في السماء وعلى الأرض. "لتكن مشيئتك في السماء وعلى الأرض" عندما نصلي بهذا نرغب في الكمال. "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، في الكنيسة الشخص الروحاني هو السماء والجسدي هو الأرض. هكذا "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، أي كما يخدمك الروحاني هكذا الجسدي بإصلاحه يخدمك أيضًا.
"لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، هناك معنى روحي آخر لها، لأنه قد طلب منا أن نصلي من أجل أعدائنا. الكنيسة هي السماء وأعداء الكنيسة هم الأرض. فماذا يعني "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"؟ ليؤمن الأعداء كما نؤمن نحن بك! إنهم الأرض لذلك هم ضدنا، ليصيروا سماء ويكونوا معنا.

9. "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم"، هنا يتضح أننا نصلي لأجل أنفسنا، فعندما تقولون "ليتقدس اسمك" فإن هذا يتطلب إيضاحًا لتعرفوا أنكم تصلون من أجل أنفسكم وليس من أجل الله. وعندما تقولون "لتكن مشيئتك" فهنا نحتاج إلى إيضاح لئلا تظنوا أنكم ترغبون الخير لله لا لأنفسكم. في هذه الصلاة وذلك بصنع مشيئته. وعندما تقولون: "ليأت ملكوتك" فهذه أيضًا تحتاج إلى إيضاح حتى لا تظنوا أنكم تطلبون الخير لله في هذه الصلاة بكونه يملك. ولكن من هذا الموضع حتى نهاية الصلاة يظهر بجلاء إننا نصلي إلى الله من أجل أنفسنا. عندما تقولون "خبزنا كفافنا اَعطنا اليوم" تعترفون بأنكم تستعطون الله. ولكن لا تخجلوا من هذا، فمهما بلغ غنى أي إنسان على الأرض فإنه لا زال شحاذًا من الله. الشحاذ يأخذ مكانًا أمام منزل الغني، وأما الغني نفسه فيأخذ مكانه أمام باب ذلك الواحد العظيم في الغنى. فإليه يقدم الطلب وهو أيضًا يقدم توسلاً. إن لم يكن محتاجًا فلا يقرع على آذان الله في الصلاة.
ماذا يحتاج الغني؟ أتجاسر فأقول إنه يحتاج إلى خبزه اليومي، لأنه كيف توافرت لديه كل لأشياء إلا لأن الله قد أعطاه إياها؟ ماذا يمكن أن يكون لديه لو سحب الله يده منه؟ أما نام الكثيرون وهم في يسر وقاموا معدمين؟ فكون الغني ليس في عوز يرجع إلى رحمة الله وليس لقدرته الخاصة.

10. إخوتي الأعزاء، إن هذا الخبز الذي تُشبع به أجسادنا ويعيش به بدننا يومًا فيوم لا يعطيه الله للذين يمجدونه، بل والذين يجدفون عليه. "فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (مت 5: 45). أنتم تمجدون الله وهو يقوتكم، إنكم تجدفون عليه وهو يطعمكم، إنه ينتظر عليكم لكي تتوبوا، فإن لم تُغيروا أنفسكم فسيدينكم. هل لأن كلا من الأبرار والأشرار يأخذون خبزًا من الله، تظنوا أنه ليس هناك خبزًا آخرًا يسأله الأطفال، والذي يقول عنه الرب في الإنجيل "ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" (مت 15: 26)؟ حقًا بالتأكيد يوجد خبز آخر. إذن ما هو هذا الخبز؟ ولماذا دُعي خبزًا يوميًا؟ لأنه ضروري مثل الخبز الآخر، فبدونه لا نستطيع أن نعيش، وبدون الخبز لا نقدر أن نحيا. إنه من المخجل أن نطلب من الله غنى ولكن ليس مخجلاً أن نطلب منه الخبز اليومي. فالذي به نتعظم غير الذي به نعيش. ومع هذا فلأن هذا الخبز الذي يُرى ويُلمس يُعطى لكل من الأبرار والأشرار فهناك خبز يومي، به تحيا أرواحنا لا أجسادنا، وضروري لنا نحن الذين لا نزال إلى الآن عمال في الكرمة، إنه غذائنا وليس أجرتنا، فالذي يستأجر عاملاً في الكرمة يستحق عليه شيئان: الغذاء الذي به لا يخور، وأجرته التي يُسر بها. إذن غذائنا اليومي في هذه الأرض هو كلمة الله التي توزع دائمًا في الكنائس، أجرتنا التي نأخذها بعد العمل تدعى بالحياة الأبدية.
أيضًا إن كنتم تفهمون بهذا الخير ما يأخذه المؤمنين ، وما ستأخذونه عندما تتعمدون، فإنه من المهم أن نسأل ونقول: "خبزنا كفافنا اَعطنا اليوم" حتى نحيا حياة معينة غير منفصلين عن الهيكل المقدس".

11. "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا". لا نحتاج في هذه الطلبة إلى توضيح أننا نصلي بها لأجل أنفسنا لأننا نلتمس غفران خطايانا. لأننا مدينون لا بالمال بل بالخطايا. ربما تقولون الآن "وأنتم أيضًا (مدينون بالخطايا)؟ نجيب نعم، نحن أيضًا. أأنتم أيها الأساقفة مدينون؟ نعم نحن مدينون أيضًا. ما هذا يا ربي؟ لتبعدوا هذا عنكم ولا تخطئوا أنني لا أصنع خطأ، ومع ذلك أقول الحق أننا مدينون ،"إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو 1: 8). إننا قد تعمدنا ومع ذلك فنحن مدينون، ليس لأن شيئًا ما لم يغفر في المعمودية، بل لأننا نصنع في حياتنا ما نحتاج إلى مغفرته يوميًا. إن الذين تعمدوا وللحال تركوا هذا العالم خرجوا من جرن المعمودية بدون أي خطية، وبدون أي خطية تركوا العالم. وأما الذين تعمدوا وبقوا في هذه الحياة فإنهم يصنعون نجاسات بسبب ضعفهم الجسدي، والتي رغم أنها لا تسبب غرق للسفينة إلا أنها تحتاج إلى الاستعانة بالمضخة (لنزحها)، وإلا فيدخل قليلاً قليلاً ذلك الذي يؤدي إلي غرق السفينة كلها. الصلاة هو استنجادنا بالمضخة في منع السفينة من الغرق، تستخدم كل الأصوات والأيدي. فالآن نستخدم أصواتنا عندما نقول اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا، ونعمل بأيدينا عندما نصنع هذا: "أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك" (إش 58: 7). اصنع إحسانًا في قلب الفقير فتشفع فيك أمام الرب .

12. فرغم غفران جميع الخطايا في "جرن الولادة الجديدة" ، إلا أننا نساق إلى ضيقات عظيمة ما لم يعطى لنا الغفران اليومي بالصلاة المقدسة. فالإحسان والصلاة يزيلان الخطايا، على أن لا نرتكب الخطايا التي بسببها ننفصل عن خبزنا اليومي . لنتجنب كل الآثام التي تستحق تأديبات قاسية. لا تدعوا أنفسكم أبرارًا عندما لا تستطيعوا القول: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا". فرغم امتناعكم عن عبادة الأوثان وتعريات المنجمين والاستشفاء بواسطة السحرة، رغم ابتعادكم عن القتل والفسق والزنا والسرقة والنهب وشهادة الزور وكل مثل هذه الخطايا التي لم أذكرها، والتي عاقبتها الهلاك، وبسببها يُقطع الخاطئ من المذبح ويربط في الأرض كما في السماء، وذلك لعظم خطيئته الخطيرة، حتى يُحل ثانية على الأرض لكي يُحل في السماء. رغم ابتعادكم عن هذه جميعها فإنه ليس هناك ضرورة لباعث يخطئ به الإنسان. فإنسان يخطئ عن طريق النظر بلذة إلى مالا ينبغي النظر إليه. ومن يستطيع أن يتسيطر على سرعة العين؟ لأنه يقال أن العين أخذت اسمها بسبب سرعتها . من يستطيع أن يضبط الأذن أو العين؟ فالعين تُغلق عندما تشاءون، تغلق في لحظة، وأما الأذن فنحتاج إلى مجهود لإغلاقها، فترفعوا أيديكم وتضعونها عليها، وإن أمسك أحد بأيديكم تبقى آذانكم مفتوحة ولا يمكن إغلاقها من (سماع) الشتيمة والنجاسة أو التملق وكلمات الضلال، فبسماعكم أي من هذه الأمور التي تنبغي عدم الإنصات إليها، لا تخطئوا رغم عدم صنعكم الخطية، وذلك بسبب استماعكم بلذة لأمور رديئة.
يا لعظم الخطايا التي يرتكبها اللسان؟ نعم إن بعض خطايا اللسان قد تفصل الإنسان المذبح فإليه تنسب كل التجاديف، كما ينطق بالكثير من الكلمات التافهة غير اللائقة لتجعلوا أيديكم لا تخطئ وأرجلكم لا تجري نحو أي شر، وأعينكم لا تتجه نحو القُبح، وآذانكم لا تسمع بلذة الحديث القبيح، وألسنتكم لا تنطق بأقوال معيبة، ولكن فلتخبرونني من يستطيع أن يضبط الأفكار؟
إخوتي كم مرة نصلي ونحن مشتتي الفكر كما لو نسينا أمام من نحن واقفون؟ أو أمام من نطرح أنفسنا؟
لو تجمعت هذه جميعها ضدنا أيسبب(أبسبب) صغرها لا نستطيع(تستطيع) أن تغرقنا؟ إنها ستغلب علينا أيا كان أمرها إن كانت رصاصًا أو رملاً، فالرصاص كله كتلة واحدة، وأما الرمل فهو حبات صغيرة ولكن بكثرة عدده يحدق بنا. هكذا خطاياكم صغيرة آلا تروا كيف يمتلئ النهر وتتلف الأرض بقطرات صغيرة، إنها صغيرة ولكنها كثيرة.

13. لنقل كل يوم "اِغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، ويكون ذلك بإخلاص قلبي، عاملين بما نقوله. أن ذلك لعهد وميثاق وارتباط بيننا وبين الله. الرب إلهكم يقول لكم: "اغفروا يغفر لكم، فإذ لا تغفروا تبقوا في خطاياكم ضد أنفسكم وليس ضدي".
أبنائي الأعزاء المحبوبين - أطلب إليكم أن تسمعوا لي فقد عرفت ما هو صالح لكم في الصلاة الربانية وبالأكثر فيما جاء بهذا النص: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، لقد اقترب وقت عمادكم اغفروا كل شيء إن كان قي قلب أي إنسان شيئًا ضد آخر فليغفرها من قلبه، اُدخلوا هكذا . متأكدين أن جميع خطاياكم التي ارتكبتموها قد غفرت، سواء الخطية الجدية التي ولدتم بها من والديكم والتي بسببها تسرعون بالرضع إلى نعمة المخلص أو تلك التي ارتكبتموها في حياتكم سواء بالكلام أو بالعقل أو بالفكر، فتخرجون من الماء كما من أمام حضرة إلهكم متأكدين من العفو عن جميع آثامكم.

14. فبسبب الخطايا اليومية التي تحدث عنها ينبغي أن تقولوا في هذه الصلاة اليومية المطهرة "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا". إن كان لكم أعداء ماذا تفعلون؟ لأنه من يستطيع أن يحيا على هذه الأرض بدون أعداء؟ لتنتبهوا لأنفسكم وتحبونهم لأنه لا يستطيع عدوكم بقوته أن يؤذيكم بأي وسيلة ما بقدر ما تضرون أنتم بأنفسكم بعدم محبتكم لهم. قد يتلف عقاركم أو قطعانكم أو منزلكم أو خدمكم أو خادماتكم أو أبنائكم أو زوجاتكم أو على الأكثر أن يعطى له سلطانًا على جسدكم. ولكن هل يستطيع أن يؤذي أرواحكم كما تضرونها أنتم؟ أعزائي الأحباء أتوسل إليكم أن تسعوا إلى الأمام نحو هذا الكمال. ولكن هل أعطيكم هذه القوة؟ إنه هو وحده الذي يعطيها، ذاك الذي تقولون له "لتكن إرادتك كما في السماء كذلك على الأرض".
ليكن هذا غير مستحيل بالنسبة لكم، فإنني أعلم بحسب خبرتي مسيحيين يحبون أعدائهم إن بدى ذلك مستحيلاً فإنكم لا تنفذونه. إذن فلتؤمنوا أولاً إنه يمكن تنفيذه، وصلُّوا حتى تعملوا إرادة الله فيكم. لأنه ما هو الخير الذي يعود عليكم من شر جاركم؟ إن لم يكن لديه شرًا فلا يكون عدوًا لكم. إذن اشتهوا له الخير فينتهي شره ولا يعود بعد عدوًا لكم. لأنه ليس عدوكم بسبب طبيعته البشرية بل بسبب خطيئة. هل هو عدوكم لأن له روح وجسد؟ إنه في هذا مثلكم. أنتم لكم روح وهو كذلك. أنتم لكم جسد وهو كذلك. إن جوهره مثل جوهركم. فجميلكم صنعتم من نفس الأرض - وأحييتم بالرب ذاته. في هذا كله لا يختلف عنكم. لتعرفونه إنه أخوكم. فالزوجان الأولان آدم وحواء كانا أبوينا، إحداهما أبونا والأخرى أمنا لذلك فنحن إخوة. ولكن لنترك اعتبار أصلنا الأول الله أبونا والكنيسة أمنا لذلك نحن إخوة. لكنكم قد تقولون أن عدونا أممي ويهودي وهو طوقي الذين تكلف عنهم عند الكلام عن "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". أيتها الكنيسة عدوك أممي ويهودي وهو طوقي، إنه الأرض. إن كنتم سماءًا فلتدعوا أبوكم الذي في السموات، مصلين من أجل أعدائكم. لأنه هكذا كان شاول عدوًا للكنيسة، وكانت تقام الصلاة من أجله فصار صديقها. إنه لم يمتنع عن كونه مضطهدًا بل جاهد لمساعدتها. ومع ذلك بالحق كانت تقام الصلاة ضده ولكن ضد افترائه وليس ضد طبيعته. إذن لتكن صلواتكم ضد افتراء عدوكم حتى تموت وأما هو فيحيا. لأنه إن مات عدوكم تفقدونه، كما يبدو، كعدو ولكنكم لا تجدوا صديقًا. وأما إن مات افترائه فإنكم تفقدون عدوًا وفي نفس الوقت تجدون صديقًا.

15. ولكن لازلتم تقولون من يستطيع أن يفعل هذا؟ من يداوم على صنعه؟ ليعطكم الرب هذا مكملاً إياه في قلوبكم، إنني أعلم تمامًا مثلكم أن قليلين هم الذين يصنعون هذا، إنهم عظماء وروحانيين. هل جميع المؤمنين الذين في الكنيسة، المقتربين إلى المذبح والذين يتناولون من جسد المسيح ودمه... هل الكل هكذا؟
ومع هذا فجميعهم يقولون... "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا".
ماذا يحدث لو أجابهم الله قائلاً: لماذا تسألونني الوفاء بوعدي وأنتم لم تصنعوا ما طلبته منكم، ماذا قد وعدت؟ أن أغفر خطاياكم، وبماذا أُمرتم؟ "أن تغفروا أنتم أيضًا للمذنبين إليكم". كيف تستطيعون تنفيذ هذا إن لم تحبوا أعدائكم؟ ماذا ينبغي أن تفعلوا أيها الإخوة؟
هل نقص قطيع المسيح إلى عدد طفيف؟ إن كان ينبغي للمحبين لأعدائهم فقط أن يقولوا: "اغفر لنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، فإنني لا أعلم ماذا أفعل ولا أعرف ماذا أقول؟ لأنه ينبغي أن أقول لكم إن لم تحبوا أعدائكم لا تصلوا. لا أجرؤ القول بهذا. نعم بل بالحرى صلوا لكي تحبونهم. لكن هل ينبغي لي أن أقول إن لم تكونوا محبين لأعدائكم لا تقولوا في الصلاة الربانية: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"؟ افترضوا أنني أقول لا تستخدموا هذه الكلمات، فإنه إن لم تقولونها لن تغفر لكم خطاياكم، وإن قلتموها بدون أن تعملوا بها بعد ذلك فلا تغفر لكم، لذلك صلوا بها واعملوا بها، بعد ذلك حتى تغفر لكم خطاياكم.

16. إنني أرى أساسًا به يمكن أن أريح ليس القليل إليه بل جموع المسيحيين. أنني أعلم اشتياقكم للسماع إليه. لقد قال المسيح "اغفروا يغفر لكم" (لو 6: 3). وماذا تقولون في الصلاة التي ناقشناها الآن "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، لأن هذا هو ما ينبغي أن تفعلوه، فإن لم تفعلوه تهلكون، فإن استسمحكم عدوكم اغفروا له للحال. أكثير عليكم أن تصنعوا هذا؟ إن كان كثير عليكم محبة عدوكم عند إساءته إليكم فهل كثير عليكم أن تحبوا شخصًا يتوسل إليكم؟ ماذا تقولون؟ لقد كان قبلاً قاسيًا، لهذا تكرهونه. مع ذلك فإنني أفضل أن لا تكرهونه حتى أثناء إساءته.
إنني أفضل عندما تعانون من قسوته أن تتذكروا قول الرب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34)، كنت اَشتاق بالأكثر أن تلاحظوا كلمات الرب إلهكم حتى في ذلك الوقت الذي فيه كان عدوكم يعتدي عليكم. لكنكم قد تقولون أن الله فعل هذا، ولكن فعله كرب وكمسيح، كابن الله الوحيد، الكلمة المتجسدة، وأما أنا الضعيف الخاطئ فماذا أستطيع أن أفعل؟ إن كان ربكم مثالاً عاليًا جدًا عليكم حولوا أفكاركم نحو زميلكم الخادم فقد كان القديس اسطفانوس يرجم، وإذ كانوا يرجمونه كان يصلي بركب منحنية لأجل أعدائه قائلاً: "يا رب لا تقم لهم هذه الخطية" (أع 7: 6). لقد كانوا يقذفونه بالحجارة وليسوا طالبين العفو ومع ذلك فقد صلى لأجلهم. أريد أن تكونوا مثله، فلتتقدموا إلى الأمام. لماذا تسحبون قلوبكم على الأرض إلى الأبد؟ اسمعوا "ارفعوا قلوبكم"، تقدموا إلى الأمام ضد أعدائكم. إن لم تستطيعوا أن تحبونهم أثناء قسوتهم فلتحبونهم على الأقل عندما يسألونكم العفو. أن الذي يقول لكم "أخي"، أخطأت إليك. اِعفو عني "إن لم تغفروا له فإنني لا أقول فقط أن هذه الصلاة ستمحى من قلوبكم بل ستمحى نفوسكم من كتاب الله.

17. ولكن إن كان على الأقل تغفرون له أو تزيلون الكراهية من قلوبكم فإنني أطلب منكم أن لا تمتنعوا عن التأديب المناسب، بل تزيلوا الكراهية من قلوبكم. ماذا يكون لو طلب أحدكم الصفح مني ولكن ينبغي أن يؤدب بواسطتي فإني اَقترض محبتكم لطفلكم، لذلك افعلوا ما شئتم حتى عند تأديبكم له أنكم لا تبالون بصراخه من العصي لأنكم تحفظون له ميراثه، لذلك أقول هذا وهو أن تزيلوا كل كراهية من قلوبكم عندما يطلب عدوكم الصفح منكم. لعلكم تقولون "إنه يخدعنا، إنه متظاهر"، يا قضاة قلوب الآخرين، أخبروني بأفكار آباءكم، أخبروني بأفكاركم بالأمس؟ إنه يسأل ويلتمس صفحًا، اغفروا له بكل وسائل الصفح، فإن لم تصفحوا عنه لا تضرونه، بل تضرون أنفسكم لأنه قد عرف ما ينبغي أن يفعله أنكم لا ترغبون في الصفح عن زميلكم العبد، لذلك يذهب إلى ربكم ويقول له يا رب. لقد طلبت من زميلي العبد ليغفر لي فلم يشاء، اغفر أنت لي، أليس في سلطان الله أن يعفو عن خطاياه؟ هكذا يحصل على الغفران من إلهه ويعدو محاللاً، بينما تبقون أنتم مربوطين. كيف تبقون مربوطين؟ سيأتي وقت الصلاة، يأتي الوقت الذي تقولون فيه: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، فيجيبكم الرب "أيها العبيد الأشرار كل ذلك الدين (العظيم) تركته لكم لأنكم طلبتم إليّ أفما كان ينبغي أنكم أنتم أيضًا ترحمون العبيد رفقاءكم كما رحمتكم أنا" (مت 1: 23، 32)، هذه الكلمات ليست من قلبي بل من الإنجيل. فإن كنتم تصفحون عندما تسألوا حينذاك تستطيعوا أن تقولوا هذه الصلاة. وإن لم يكن لديكم بعد القدرة على محبته أثناء قسوته يمكن أن تقدموا هذه الصلاة "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، لنعود الآن إلى بقية الصلاة.

18. "ولا تدخلنا في تجربة"، فمن أجل الخطايا السالفة التي لم نتمكن من الامتناع عن فعلها والتي كان ينبغي أن لا نصنعها نقول: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، يمكنكم أن تجاهدوا من أجل أن لا تعودوا إلى ما سبق أن فعلتموه، ولكن كيف يمكنكم أن تمهدوا السبيل للامتناع عن ما سبق أن فعلتموه؟ فهذه العبارة في الصلاة "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، هي عونكم بالنسبة للأمور التي سبق أن صنعتموها، ولكن ماذا تفعلون بالنسبة للأمور المحتمل السقوط فيها؟ "ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير" أي نجنا من التجربة نفسها.

19. إن الطلبات الثلاثة الأولى "يتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، هذه الثلاثة تخص الحياة الأبدية لأنه ينبغي أن يتقدس اسم الله فينا دائمًا ،وينبغي أن تكون في ملكوته دائمًا كما ينبغي أن نصنع إرادته على الدوام. هذه ستكون أبدية، أما خبزنا اليومي "فهو ضروري لنا الآن. كل ما نصلي من أجله ابتداء من هذه النقطة يخص احتياجات حياتنا الحاضرة. فالخبز اليومي نحتاج إليه في هذه الحياة، وغفران الخطايا ضروري في هذه الحياة. لأنه تنتهي كل خطايانا عندما نصل إلى الحياة الأخرى. في هذه الحياة توجد تجارب. الإبحار في هذه الحياة خطير، في هذه الحياة تتسلل بعض الأشياء خلال شقوق ضعفنا تلك التي تنبغي أن تطرد بعيدًا، ولكن إذ نتساوى مع ملائكة الله لا تعود بعد نحتاج للصلاة إلى الله من أجل غفران خطايانا حيث لا توجد خطايا. هنا نحتاج إلى "الخبز اليومي، الصلاة من أجل غفران خطايانا، وعدم دخولنا في تجربة، لأننا في تلك الحياة لا ندخل في تجارب، وأن "تنجو من الشرير" لأنه في تلك الحياة لا يوجد شرير بل صالحين باقين إلى الأبد.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى